
الكتاب: الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية خلال ستة قرون
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (٣٥)]
جمع وتحقيق: علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الأولى، ١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
عدد الصفحات: ١٤٠
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وقال ابن كثير: كان ملازمًا للاشتغال ليلًا ونهارًا، كثير الصلاة والتلاوة، حسن الخلق، كثير التودد، لا يحسد ولا يحقد، إلى أن قال: لا أعرف في زماننا من أهل العلم أكثر عبادة منه، وكان يطيل الصلاة جدًّا، ويمد ركوعها وسجودها. إلى أن قال: كان يُقصَد للإفتاء بمسألة الطلاق.
وكان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار، ويقول: هذه غدوتي، لو لم أفعلها سقطت قواي، وكان يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين. وكان يقول: لابد للسالك من همة تسيره وترقيه، وعلم يبصره ويهديه (1).
وكان مغرًى بجمع الكتب؛ فحصل منها ما لا يحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرًا طويلًا سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم.
وله من التصانيف: «الهدي»، و «أعلام الموقعين»، و «بدائع الفوائد»، و «طرق السعادتين»، و «شرح منازل السائرين»، و «القضاء والقدر»، و «جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام»، و «مصايد الشيطان»، و «مفتاح دار السعادة»، و «الروح»، و «رفع اليدين»، و «الصواعق المرسلة على الجهمية المعطلة»، و «الداء والدواء»، و «مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -»، و «الجواب الشافي لمن سأل عن ثمرة الدعاء إذا كان ما قد قدر واقع». وغير ذلك. وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف.
قال ابن حجر في «الدرر»: وهو طويل النَّفَس فيها، يتعانى الإيضاح