
الكتاب: متن القصيدة النونية
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١هـ)
الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة
الطبعة: الثانية، ١٤١٧هـ
عدد الصفحات: ٣٦٧
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
963 - فالجَهْمُ أفْنَى الذَّاتَ والعَلَّافُ لِلْـ ... ـــحَركَاتِ أفنَى قَالَهُ الثَّوْرَانِ
964 - وَأبُو عَليٍّ وابْنُهُ والأشْعَريُّ م ... وبعْدَهُ ابنُ الطَّيِّبِ الرَّبَّانِي
965 - وَجَمِيعُ أرْبَابِ الكلامِ الباطِلِ الْـ ... ــــمذمُومِ عندَ أئمَّةِ الإيمانِ
966 - فَرَقُوا وقَالُوا ذَاكَ فِيمَا لَمْ يَزَلْ ... حَقٌّ وفِي أزلٍ بلَا إمْكَانِ
967 - قَالُوا: لأجْلِ تَنَاقُضِ الأزَلِيِّ والْـ ... إحْدَاثِ مَا هَذَانِ يَجْتَمعَانِ
968 - لَكِنْ دَوامُ الفعلِ في مستَقْبلٍ ... مَا فِيهِ مَحْذُورٌ مِن النُّكْرانِ
969 - فَانْظُرْ إِلَى التلْبيسِ فِي ذَا الفَرْقِ تَرْ ... وِيجًا عَلَى العُورَانِ والعُمْيانِ
970 - مَا قَالَ ذُو عَقْل بأنَّ الفَرْدَ ذُو ... أزَلٍ لِذي ذِهنٍ ولا أعيَانِ
971 - بَلْ كلُّ فَرْدٍ فَهْوَ مسبُوقٌ بفَرْ ... دٍ قبلَهُ أبدًا بِلَا حُسْبَانِ
972 - وَنظيرُ هذَا كلُّ فرْدٍ فهْوَ ملـ ... ـــحوقٌ بفرْدٍ بعدَهُ حُكْمانِ
973 - لِلنَّوعِ والآحادِ مسبوقٌ وملـ ... ـــحوقٌ وكلٌّ فَهْوَ منْهَا فَانِ
974 - والنَّوْعُ لَا يَفْنى أخيرًا فَهْوَ لَا ... يفنَى كذلِكَ أولًا ببيَانِ
975 - وتعاقُبُ الآناتِ أمرٌ ثابتٌ ... فِي الذهنِ وهْوَ كذاكَ في الأعيَانِ
976 - فإِذا أبَيْتُمْ ذَا وقلْتُم أوّلُ الـ ... آناتِ مُفْتَتَحٌ بِلَا نُكْرَانِ
977 - مَا كَانَ ذَاكَ الآنُ مسْبوقًا يُرَى ... إلَّا بسلْبِ وجُودِهِ الحقّانِي
978 - فيقالُ ما تعنُونَ بالآناتِ هَلْ ... تعنُونَ مدَّةَ هذِهِ الأزمَانِ
979 - مِنْ حِينِ إحداثِ السَّمواتِ العُلَى ... والأرضِ والأفلاكِ والقمَرَانِ؟
980 - ونظنُّكُمْ تعنُونَ ذاكَ ولم يكُنْ ... من قبلِهَا شيءٌ مِنَ الأكوانِ
981 - هلْ جاءكم في ذاكَ مِن أثرٍ ومِنْ ... نصٍّ ومِن نظرٍ ومن برْهَانِ؟
982 - هذا الكتَابُ وهذه الآثارُ والْـ ... ـــمعقولُ في الفطْراتِ والأذْهَانِ
983 - إنَّا نحَاكِمُكُمْ إِلى ما شِئْتُمُ ... مِنهَا فَحُكمُ الحَقِّ ذُو تِبْيَانِ
984 - أَوَ لَيسَ خَلْقُ الكَونِ في الأيَّامِ كَا ... نَ وذاكَ مأْخُوذٌ منَ القُرْآنِ؟
985 - أَوَ ليْسَ ذَلكُمُ الزَّمَانُ بِمُدّةٍ ... لِحدُوثِ شَيءٍ وهْوَ عَينُ زَمَانِ؟
986 -فحقِيقَةُ الأزمَانِ نسْبَةُ حادِثٍ ... لسِوَاه تلكَ حقيقَةُ الأزْمانِ