
الكتاب: متن القصيدة النونية
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١هـ)
الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة
الطبعة: الثانية، ١٤١٧هـ
عدد الصفحات: ٣٦٧
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
141 - فتظلُّ تَنبُتُ منهُ أجسامُ الوَرَى ... وَلحُومهُمْ كمنابِتِ الرَّيحانِ
142 - حَتَّى إذَا مَا الأمُّ حَانَ وِلَادُهَا ... وتمخَّضَتْ فَنِفَاسُهَا مُتَدَانِ
143 - أَوْحَى لها ربُّ السَّما فتشقَّقتْ ... فَبدَا الجَنينُ كأكملِ الشُّبَّانِ
144 - وتخلَّتِ الأمُّ الوَلودُ وأخرَجَتْ ... أثْقَالَها أُنْثَى ومِنْ ذُكْرَانِ
145 - واللهُ ينشِئُ خَلْقَهُ فِي نَشْأةٍ ... أخْرَى كَمَا قَدْ قَالَ في الفُرقانِ
146 - هَذَا الَّذِي جَاءَ الكتابُ وَسنةُ الـ ... ـهَادِي بهِ فاحْرِصْ عَلَى الإيمَانِ
147 - مَا قَالَ إنَّ اللهَ يُعْدِمُ خَلْقَهُ ... طُرًّا كَقَولِ الجَاهلِ الحيرانِ
148 - وَقَضَى بِأنَّ اللهَ لَيْسَ بفَاعِلٍ ... فعْلًا يَقومُ بِهِ بِلا برهَانِ
149 - بَلْ فِعْلُه المفعُولُ خارجَ ذاتِهِ ... كَالْوَصْفِ غيرِ الذَّاتِ في الحُسْبانِ
150 - وَالجَبرُ مَذْهَبُهُ الَّذِي قَرَّتْ بهِ ... عَيْنُ العُصَاةِ وشيعةِ الشَّيطانِ
151 - كانُوا على وَجَلٍ من العِصْيانِ إذْ ... هوَ فِعلهُم والذَّنْبُ للإِنسَانِ
152 - واللَّومُ لا يعْدُوه إذ هو فَاعلٌ ... بإرادةٍ وَبِقُدْرةِ الحيَوَانِ
153 - فأراحَهُمْ جهمٌ وشِيعَتُه مِنَ اللَّـ ... ـومِ العَنيفِ ومَا قَضَوْا بأمَانِ
154 - لكنَّهمْ حَمَلوا ذُنُوبَهُمُ عَلَى ... رَبِّ العِبَادِ بِعزَّةٍ وأمَانِ
155 - وتبرَّؤُوا مِنْها وقالُوا إنَّهَا ... أفْعَالُهُ مَا حيلَةُ الإنْسَانِ
156 - مَا كَلَّفَ الجبَّارُ نفسًا وُسْعَها ... أنَّى وَقَدْ جُبِلَتْ عَلَى العِصْيَانِ
157 - وَكَذا عَلَى الطَّاعاتِ أيضًا قَدْ غَدتْ ... مَجبُورةً فَلَهَا إذًا جَبْرَانِ
158 - وَالعَبْدُ في التَّحْقيقِ شِبْهُ نَعَامَةٍ ... قَدْ كُلِّفتْ بالحَمْلِ وَالطيَرا
159 - إذْ كَانَ صُورَتُها تَدُلُّ عَلَيْهِمَا ... هَذَا وَلَيْسَ لَهَا بِذَاكَ يَدَانِ 160 فلِذَاكَ قَال بأنَّ طَاعَاتِ الوَرَى ... وَكَذَاكَ مَا فَعَلُوهُ منْ عِصْيا