
[آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (32)]
تحقيق: زاهر بن سالم بَلفقيه
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - أحمد حاج عثمان
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 468
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وقال الوالبي: عن ابن عباس: «{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}، قال: ما فتح الله عليك يوم بدر. وقال أيضًا: هو الغنيمة والفتح. والسيئة: ما أصابه يوم أحد: شُجَّ في وجهه، وكُسِرت رَباعِيته» (1).
وقال أيضًا: «أما الحسنة فأنعم الله بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها».
وقال أيضًا: «ما أصابك من نكبة فبذنبك، وأنا قدّرت ذلك عليك» (2).
ذكر ذلك كله ابن أبي حاتم.
وفي تفسير أبي صالح: عن ابن عباس: «{وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ}: الخصب، {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} الجدب والبلاء» (3).
وقال ابن قتيبة في هذه الآية: «الحسنة النعمة، والسيئة البلية» (4).
فإن قيل: فقد حكى أبو الفرج ابن الجوزي (5): عن أبي العالية أنه فسّر الحسنة والسيئة في هذه الآية بالطاعة والمعصية، وهو من أعلم التابعين؟
فالجواب: إنه لم يذكر بذلك إسنادًا، ولا نعلم صحته عن أبي العالية، وقد ذكر ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي العالية ما تقدم حكايته، أن ذلك في السراء والضراء، وهذا هو المعروف عن أبي العالية، ولم يذكر ابن أبي حاتم