زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد السادس
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 531
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
للآخر لو كان ذكرًا، فهذا نظير الأختين من الرَّضاعة سواءٌ؛ لأنَّ سبب تحريم النِّكاح بينهما في أنفسهما، ليس بينهما وبين الأجنبيِّ منهما الذي لا رضاعَ بينه وبينهما ولا صِهْر، وهذا مذهب الأئمَّة الأربعة وغيرهم. واحتجَّ أحمد بأنَّ عبد الله بن جعفر جمع بين امرأة علي وابنته، ولم يُنكِر ذلك أحدٌ (1).
قال البخاريُّ (2): وجمع الحسن بن الحسن بن عليٍّ بين بنتي عمٍّ في ليلةٍ (3)، وجمع عبد الله بن جعفر بين امرأة علي وابنته (4)، وقال ابن شبرمة (5): لا بأس به، وكرهه الحسن مرَّةً (6)، ثمَّ قال: لا بأس به (7). وكرهه جابر بن زيدٍ للقطيعة (8). وليس فيه تحريمٌ لقوله عزَّ وجلَّ: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} [النساء: 24]. هذا كلام البخاريِّ.