زاد المعاد في هدي خير العباد ج6

زاد المعاد في هدي خير العباد ج6

5908 4

زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد السادس

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]

تحقيق: محمد عزير شمس

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 531

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

والسُّكنى، فروى حمَّاد بن سلمة عن حمَّاد بن أبي سليمان (1) أنَّه أخبر إبراهيم النَّخعيَّ بحديث الشَّعبيِّ عن فاطمة بنت قيس، فقال له إبراهيم: إنَّ عمر أخبر بقولها، فقال: لسنا بتاركي آيةٍ من كتاب الله وقولِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لقول امرأةٍ لعلَّها أوهمت، سمعتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لها السُّكنى والنَّفقة». ذكره أبو محمد في «المحلَّى» (2)، فهذا نصٌّ صريحٌ يجب تقديمه على حديث فاطمة لجلالة راويه (3)، وتركِ إنكار الصَّحابة عليه، وموافقتِه لكتاب اللَّه.

ذكر الأجوبة عن هذه المطاعن وبيان بطلانها وحاصلها أربعةٌ.
أحدها: أنَّ راويتها امرأةٌ لم تأتِ بشاهدين يُتابِعانها على حديثها.
الثَّاني: أنَّ روايتها تضمَّنت مخالفة القرآن.
الثَّالث: أنَّ خروجها من المنزل لم يكن لأنَّه لا حقَّ لها في السُّكنى، بل لأذاها أهلَ زوجها بلسانها.
الرَّابع: معارضة روايتها برواية أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب.
ونحن نُبيِّن ما في كلِّ واحدٍ من هذه الأمور الأربعة بحول الله وقوَّته، هذا مع أنَّ في بعضها من الانقطاع وفي بعضها من الضَّعف وفي بعضها من البطلان ما سنُنبِّه عليه، وبعضها صحيحٌ عمَّن نُسِب إليه بلا شكٍّ.

الصفحة

133/ 531

مرحباً بك !
مرحبا بك !