
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 616
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
والطَّواعين خُرَاجاتٌ وقروحٌ (1) وأورامٌ رديَّةٌ حادثةٌ في المواضع المتقدِّم ذكرها.
قلت: هذه القروح والأورام والخُراجات (2) هي آثار الطَّاعون وليس (3) نفسه، ولكنَّ الأطبَّاء لمَّا لم تدرك منه إلا الأثر الظَّاهر، جعلوه نفس الطَّاعون. والطَّاعون يعبَّر به عن ثلاثة أمورٍ: أحدها: هذا الأثر الظَّاهر وهو الذي ذكره الأطبَّاء.
والثَّاني: الموت الحادث عنه، وهو المراد بالحديث الصَّحيح في قوله: «الطَّاعون شهادةٌ لكلِّ مسلمٍ».
الثَّالث: السَّبب الفاعل لهذا الدَّاء، وقد ورد في الحديث الصَّحيح أنَّه بقيَّة رجزٍ أُرسل على بني إسرائيل (4). وورد فيه أنَّه وَخْزُ الجنِّ (5). وجاء أنَّه دعوة نبيٍّ (6).