
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 616
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
دعا بقِربةٍ من ماءٍ، فأفرغها على رأسه، فاغتسل.
وفي «السُّنن» سنن ابن ماجه» (3469). وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة (10915)، والبزَّار (8202)، والطَّبراني في «الأوسط» (6248). وفي إسناده موسى بن عُبَيدة، وهو الرَّبَذي ضَعيف، وبه ضعَّفه البوصيري في «المصباح» (4/ 60). وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عند مسلم (2575)." data-margin="1">(1): من حديث أبي هريرة قال: ذُكرت الحمَّى عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسبَّها رجلٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسُبَّها، فإنَّها تنفي الذُّنوبَ كما تنفي النَّارُ خبَثَ الحديد».
لما (2) كانت الحمَّى يتبعها حِمْيةٌ (3) عن الأغذية الرَّديَّة، وتناولُ الأغذية والأدوية النَّافعة، وفي ذلك إعانةٌ على تنقية البدن ونفيِ أخباثه وفضوله، وتصفيتهِ من موادِّه الرَّديَّة، وتفعل فيه كما تفعل النَّارُ في الحديد في نفي خَبَثه وتصفية جوهره= كانت أشبهَ الأشياء بنار الكِير الَّتي تصفِّي جوهرَ الحديد. وهذا القدر هو المعلوم عند (4) أطبَّاء الأبدان. وأمَّا تصفيتها القلبَ من وسَخه ودرَنه، وإخراجُها خبائثه، فأمرٌ يعلمه أطبَّاء القلوب، ويجدونه كما أخبرهم به نبيُّهم (5). ولكن مرض القلب إذا صار مأيوسًا من برئه (6) لم ينفع