
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 616
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
كعب بن مالك: أنَّ امرأةً يهوديَّةً أهدت إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شاةً مَصْليَّةً بخيبر، فقال: «ما هذه؟». قالت: هديَّةٌ، وحذِرت أن تقول: من الصَّدقة، فلا يأكلَ (1). فأكل النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأكل أصحابه (2). ثمَّ قال: «أمسِكوا». ثمَّ قال للمرأة: «هل سمَمْتِ هذه الشَّاة؟». قالت: من أخبرك بهذا؟ قال: «هذا العظم» لساقها وهو في يده؟ قالت: نعم. قال: «لم؟». قالت: أردت إن كنتَ كاذبًا أن يستريح منك النَّاس (3)، وإن كنتَ نبيًّا لم يضرَّك.
قال: فاحتجم النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثةً على الكاهل، وأمر أصحابه (4)، فاحتجموا، فمات بعضهم.
وفي طريقٍ أخرى: واحتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كاهله من أجل الذي أكل من الشَّاة. حَجَمه أبو هند بالقَرْن والشَّفرة، وهو مولًى لبني بياضة من الأنصار (5).