زاد المعاد في هدي خير العباد ج3

زاد المعاد في هدي خير العباد ج3

15682 5

زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]

تحقيق: نبيل بن نصار السندي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 881

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

فصل وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صاحب اليمامة هَوذة بن علي، وأرسل به مع سَلِيط بن عمرٍو العامري: «بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى هَوذة بن علي. سلام على من اتبع الهدى. واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم وأجعل لك ما تحت يديك».
فلما قدم عليه سَلِيط بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختومًا أنزله وحيَّاه واقترأ عليه الكتاب، فردَّ ردًّا دون ردٍّ وكتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، والعرب تهاب مكاني فاجعل إلي بعضَ الأمر أتَّبِعْك». وأجاز سَليطًا بجائزة وكساه أثوابًا من نسج هَجَر، فقدم بذلك كلِّه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، وقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابه وقال: «لو سألني سَيابةً (1) من الأرض ما فعلتُ، بادَ وباد ما في يديه!».
فلما انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفتح جاءَه جبريل عليه السلام بأن هوذة مات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما إن اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبَّى يُقتَل بعدي»، فقال قائل: يا رسول الله، من يقتله؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنت وأصحابك»، فكان كذلك (2).
وذكر الواقدي (3) أن أركون دمشق عظيم من عظماء النصارى كان عند هَوذة فسأله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: جاءني كتابه يدعوني إلى الإسلام فلم أُجِبْه،

الصفحة

880/ 881

مرحباً بك !
مرحبا بك !