
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أشار له إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذا رسول الله فقم إليه واستأمنه، فذكر لي أنه قام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إليه فوضع يده في يده، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يعرفه، فقال: يا رسول الله، إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمنك تائبًا مسلمًا، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعم»، قال: أنا يا رسول الله كعب بن زهير.
قال ابن إسحاق (1): فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أنه وثب عليه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، دعني وعدوَّ الله أضرِبْ عنقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعه عنك فقد جاء تائبًا نازعًا» (2)، قال: فغضب كعب على هذا الحيِّ من الأنصار لِما صنع به صاحبهم، وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير، فقال قصيدته اللامية يصف فيها محبوبته وناقته، التي أولها: بانت سعادُ فقلبِي الْيَومَ مَتبولُ ... مُتيَّمٌ عندها لم يُجْزَ مكبولُ (3)