
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ذكر قصة كعب بن زُهَير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت فيما بين رجوعه من الطائف وغزوة تبوك.
قال ابن إسحاق (1): ولما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الطائف كتب بُجَير بن زهير إلى أخيه كعب يخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل رجالًا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه، وأن مَن بقي مِن شعراء قريش ابنَ الزِّبَعْرى وهُبَيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطِرْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يقتل أحدًا جاءه تائبًا (2) وإن أنت لم تفعل فانجُ إلى نَجائك، وكان كعب قد قال: ألا أبلغا عني بجيرًا رسالةً ... فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا (3)؟ فبيِّنْ لنا إن كنتَ لستَ بفاعلٍ ... على أي شيءٍ غيرِ ذلك دلَّكا على خُلق لم تُلفِ أُمًّا ولا أبًا ... عليه ولا تُلفي عليه أخًا لكا (4)