زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
عنوةً فجُمِع السبي.
وقال ابن إسحاق (1): سألت ابن شهاب فأخبرني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتتح خيبر عنوةً بعد القتال.
وذكر أبو داود (2) عن ابن شهاب: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتتح خيبر عنوةً بعد القتال، ونزل من نزل من أهلها على الجلاء بعدَ القتال.
قال ابن عبد البر (3): هذا هو الصحيح في أرض خيبر: أنها كانت عنوةً كلُّها مغلوبًا عليها بخلاف فَدَك، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسم جميع أرضها على الغانمين لها، المُوجفين عليها بالخيل والركاب، وهم أهل الحديبية. ولم يختلف العلماء أن أرض خيبر مقسومة، وإنما اختلفوا: هل تُقسَم الأرضُ إذا غُنِمت البلادُ أو توقف؟ فقال الكوفيون (4): الإمام مخيَّر بين قسمتها كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأرض خيبر، وبين إيقافها كما فعل عمرُ بسواد العراق.
وقال الشافعي (5): تقسم الأرض كلُّها كما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، لأن الأرض غنيمة كسائر أموال الكفار.