
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عثمان قد قتل (1) فدعا إلى البيعة، فثار المسلمون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو تحت الشجرة فبايعوه على أن لا يفرُّوا، فأخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيد نفسه وقال: «هذه عن عثمان» (2).
ولمّا تمت البيعة رجع عثمان فقال المسلمون له: اشتفَيتَ يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت؟ فقال: بئس ما ظننتم بي! والذي نفسي بيده لو مكثتُ بها سنةً ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقيم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأبيتُ، فقال المسلمون: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أعلمَنا بالله وأحسنَنا ظنًّا (3).
وكان عمرُ آخذًا بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للبيعة وهو تحت الشجرة، فبايعه المسلمون كلهم إلا الجَدَّ بن قيس (4).
وكان معقل بن يسار آخذًا بغُصْنها يرفعه عن (5) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (6).