
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فكيف يُقدَّم هذا على حديثٍ إسناده كالشمس يرويه (1) البخاري في «صحيحه» ويقول فيه مسروق: «سألت أم رومان فحدثتني»، وهذا يردُّ أن يكون اللفظ: «سُئِلت».
وقد قال أبو نعيم في كتاب «معرفة الصحابة» (2): قد قيل: إن أم رومان توفيت في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو وهمٌ.
فصل ومما وقع في حديث الإفك أن في بعض طرقه أن عليًّا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما استشاره: سَل الجاريةَ تصدقك، فدعا بريرة فسألها فقالت: ما علمتُ عليها إلا ما يعلم الصائغ على التبر، أو كما قالت (3).
وقد استشكل هذا، فإن بريرة إنما كاتبت وعَتَقتْ بعد ذلك بمدة طويلة، وكان العباسُ عمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ ذاك في المدينة ــ والعباس إنما قدم المدينة بعد الفتح ــ، ولهذا قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد شفع (4) إلى بريرة أن تراجع زوجها (5) فأبت أن تراجعه: «يا عباس، ألا تعجب من بُغضِ بريرة مُغيثًا وحبِّه