روضة المحبين ونزهة المشتاقين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

3997 8

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

تاريخ تأليفه: لم يذكر ابن القيم هذا الكتاب في مؤلفاته الأخرى، ولعله ألَّفه في أواخر حياته، وسيأتي بيان أن من بين المصادر التي اعتمد عليها المؤلف: «الواضح المبين في ذكر من استشهد من المحبين» الذي ألفه الحافظ مغلطاي قبل سنة 745 بقليل، واطلع عليه الحافظ صلاح الدين العلائي في هذه السنة وأنكر عليه بعض ما جاء فيه، ورفع أمره إلى الموفق الحنبلي، فاعتقله بعد أن عزّره، ومنع الكتبيين من بيع الكتاب، وبقي معتقلًا حتى انتصر له جنكلي بن البابا وخلَّصه (1). ومغلطاي من المعاصرين لابن القيم ومن المحبين لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومحنته بسبب الكتاب كانت مشهورة، فلا عجب أن يطلع عليه ابن القيم، وينقل منه نصوصًا كثيرةً، إلا أنه لم يُشِر إلى الكتاب أو المؤلف. ومهما يكن من أمر فاعتماد ابن القيم على كتاب مغلطاي يدلُّ على أن تأليف «روضة المحبين» كان بعد سنة 745، وهذا ما نريد أن نتوصل إليه هنا.

موضوع الكتاب: «روضة المحبين» من أحسن الكتب التي أُلِّفت في موضوع الحب،

الصفحة

9/ 35

صغيرٍ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذنْ من حولك» فكانت تلك وليمةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَوِّي لها وراءه بعباءةِ، ثم يجلس عند بعيره فيضعُ ركبته، فتضعُ صفيةُ رجلها عند ركبته حتى تركب.
وعند أبي داود (1) في هذه القصَّة قال: وقع في سهم دِحية جاريةٌ جميلةٌ، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرْؤُس، ثمَّ دفعها إلى أُم سُليم، تُصنِّعُها، وتهيئُها، وتعتدُّ في بيتها، وهي صفية بنتُ حُيَيٍّ.
وقال أبو عبيدة (2): حجَّ عبد الملك بنُ مروان ومعه خالد بن يزيد بن معاوية، وكان خالد هذا من رجال قريش المعدودين، وكان عظيم القدر عند عبد الملك، فبينا هو يطوفُ بالبيت، إذ بَصُرَ برملة بنت الزُّبير بن العوام، فعشقها عشقًا شديدًا، ووقعت بقلبه وقوعًا متمكِّنًا، فلما أراد عبد الملك القُفُول؛ همَّ خالدٌ بالتخلُّف عنه، فوقع بقلب عبد الملك تهمة، فبعث إليه، فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين! رملةُ بنت الزُّبير، رأيتها تطوفُ بالبيت، فأذهلت عقلي، والله ما أبديتُ إليك ما بي حتى عِيلَ صبري، ولقد عرضتُ النوم على عيني، فلم تقبله، والسُّلُوَّ على قلبي، فامتنع منه. فأطال عبد الملك التَّعجُّبَ من ذلك، وقال: ما

الصفحة

2/ 649

مرحبًا بك !
مرحبا بك !