روضة المحبين ونزهة المشتاقين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

5151 8

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

الكتاب العلمية، وعلاقته بكتاب «روضة المحبين». إلا أن عنوان كتابه يُوحي بأنه مختصر من كتاب ابن القيم وتهذيب للأخبار الواردة فيه، فإن المؤلف المذكور معروف بالنقل كثيرًا عن كتب ابن القيم وشيخه شيخ الإسلام. وكلُّ من قرأ شيئًا من مؤلفاته في الموضوعات التي ألَّف فيها الشيخان يعرف أسلوبه في النقل عنها والاعتماد عليها اعتمادًا كبيرًا، مع زيادة بعض الفوائد من المصادر الأخرى. وأرجو ممن يطلع على كتاب مرعي أن يكشف عن حقيقة الأمر، ويبيِّن علاقته بكتاب «روضة المحبين»، وإلى أيّ مدى اعتمد عليه مرعي في كتابه.
وممن نقل عن هذا الكتاب: السفّاريني (ت 1188) في كتابه «غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب»، وقد اقتبس منه في مواضع، وسمَّاه «روضة المحبين ونزهة المشتاقين» أو «روضة المحبين». انظر 1/ 88، 96 - 97، 100 - 101، 102، 2/ 402، 411، 417 - 418، 423 - 424، 435، 440، 441 - 442، 456 - 458، 458 - 459 (طبعة مطبعة الحكومة بمكة 1393).
ونقل عنه السفّاريني أيضًا في كتابه «شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد» (1/ 429، 440، 704)، وفي كتابه «كشف اللثام شرح عمدة الأحكام» (5/ 248)، وفي كتابه «القول العلي لشرح أثر الإمام علي» (ص 309، 311) (1).

الصفحة

24/ 35

صغيرٍ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذنْ من حولك» فكانت تلك وليمةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَوِّي لها وراءه بعباءةِ، ثم يجلس عند بعيره فيضعُ ركبته، فتضعُ صفيةُ رجلها عند ركبته حتى تركب.
وعند أبي داود (1) في هذه القصَّة قال: وقع في سهم دِحية جاريةٌ جميلةٌ، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرْؤُس، ثمَّ دفعها إلى أُم سُليم، تُصنِّعُها، وتهيئُها، وتعتدُّ في بيتها، وهي صفية بنتُ حُيَيٍّ.
وقال أبو عبيدة (2): حجَّ عبد الملك بنُ مروان ومعه خالد بن يزيد بن معاوية، وكان خالد هذا من رجال قريش المعدودين، وكان عظيم القدر عند عبد الملك، فبينا هو يطوفُ بالبيت، إذ بَصُرَ برملة بنت الزُّبير بن العوام، فعشقها عشقًا شديدًا، ووقعت بقلبه وقوعًا متمكِّنًا، فلما أراد عبد الملك القُفُول؛ همَّ خالدٌ بالتخلُّف عنه، فوقع بقلب عبد الملك تهمة، فبعث إليه، فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين! رملةُ بنت الزُّبير، رأيتها تطوفُ بالبيت، فأذهلت عقلي، والله ما أبديتُ إليك ما بي حتى عِيلَ صبري، ولقد عرضتُ النوم على عيني، فلم تقبله، والسُّلُوَّ على قلبي، فامتنع منه. فأطال عبد الملك التَّعجُّبَ من ذلك، وقال: ما

الصفحة

2/ 649

مرحبًا بك !
مرحبا بك !