
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ذكرها فيه. وإنما نذكر هنا المصادر الرئيسة التي كان عليها جلُّ اعتماد المؤلف في إيراد الأخبار والأشعار في الكتاب، وهي خمسة كتب: 1 - اعتلال القلوب، للخرائطي (ت 327).
2 - طوق الحمامة، لابن حزم (ت 456).
3 - ذم الهوى، لابن الجوزي (ت 597).
4 - منازل الأحباب، للشهاب محمود (ت 725).
5 - الواضح المبين، لمغلطاي (ت 762).
وكان اعتماده على «طوق الحمامة» و «منازل الأحباب» قليلًا، بالنسبة إلى الكتب الثلاثة الأخرى التي أكثر النقل منها دون الإشارة إليها في أغلب المواضع، بل لم يشر إلى كتاب مغلطاي أصلًا، ولكنه نقل بواسطته عن كتب أخرى صرَّح بأسماء بعضها. ولعل السبب في ذلك ـ والله أعلم ـ عدم تقدير العلماء لكتاب مغلطاي بسبب بعض الأخبار المنكرة التي أوردها فيه، حتى إنه امتُحن بسببها وأُدخِل السجن، كما أشرنا إلى ذلك فيما مضى، فأحبَّ ابن القيم أن لا يُصرِّح بالنقل من هذا الكتاب.
هذه هي المصادر الأساسية للأخبار والأشعار المتعلقة بالعشق والعشاق، وقد أشرتُ في تخريجي لها إلى هذه الكتب، فلا داعي لذكر جدول لبيان النصوص المقتبسة منها.
صغيرٍ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آذنْ من حولك» فكانت تلك وليمةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَوِّي لها وراءه بعباءةِ، ثم يجلس عند بعيره فيضعُ ركبته، فتضعُ صفيةُ رجلها عند ركبته حتى تركب.
وعند أبي داود (1) في هذه القصَّة قال: وقع في سهم دِحية جاريةٌ جميلةٌ، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرْؤُس، ثمَّ دفعها إلى أُم سُليم، تُصنِّعُها، وتهيئُها، وتعتدُّ في بيتها، وهي صفية بنتُ حُيَيٍّ.
وقال أبو عبيدة (2): حجَّ عبد الملك بنُ مروان ومعه خالد بن يزيد بن معاوية، وكان خالد هذا من رجال قريش المعدودين، وكان عظيم القدر عند عبد الملك، فبينا هو يطوفُ بالبيت، إذ بَصُرَ برملة بنت الزُّبير بن العوام، فعشقها عشقًا شديدًا، ووقعت بقلبه وقوعًا متمكِّنًا، فلما أراد عبد الملك القُفُول؛ همَّ خالدٌ بالتخلُّف عنه، فوقع بقلب عبد الملك تهمة، فبعث إليه، فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين! رملةُ بنت الزُّبير، رأيتها تطوفُ بالبيت، فأذهلت عقلي، والله ما أبديتُ إليك ما بي حتى عِيلَ صبري، ولقد عرضتُ النوم على عيني، فلم تقبله، والسُّلُوَّ على قلبي، فامتنع منه. فأطال عبد الملك التَّعجُّبَ من ذلك، وقال: ما