روضة المحبين ونزهة المشتاقين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

7467 9

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (23)]
حققه: محمد عزير شمس
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير- محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 649
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فهذا كتاب «روضة المحبين ونزهة المشتاقين» للإمام ابن قيم الجوزية، نقدِّمه إلى القراء في طبعة جديدة بالاعتماد على أقدم نسخة خطية وصلت إلينا منه، وتصحيح كثير من الأخطاء الواردة في طبعاته المختلفة. وقد بذلنا جهدًا كبيرًا في مراجعة النصوص والأخبار والأشعار الواردة فيه، وتخريجها من المصادر التي نقل عنها المؤلف، وضبط الشعر وإصلاح الخلل الواقع فيه، وتقويم النصّ في ضوء ما توفَّر لدينا من المراجع.
وهذا الكتاب ـ كما سيأتي ـ أفضل الكتب التي ألِّفت في موضوع الحبِّ، أورد فيه المؤلف من الفوائد العلمية والتنبيهات والنكت والمناقشات ما لا نجده في كتاب آخر في هذا الباب، وانتقى فيه الأخبار والأشعار، ونزّهه عن الفحش والمجون وما يُخِلّ بالآداب الإسلامية، وإذا ورد شيء من ذلك فهو نادر.
وهذه فصول أقدِّمها بين يدي الكتاب ليكون القراء على دراية بالكتاب ومنهج مؤلفه، أتحدث فيها عما يخصّ الكتاب من نواحٍ مختلفة.

الصفحة

5/ 35

فوَحَقِّ عينيها فما سكن الثَّرى ... شيءٌ أعزُّ عليَّ من عينيها وأجلتُ سيفي في مجال خناقها ... ومدامعي تجري على خدَّيها ما كان قتْلِيها لأنِّي لمْ أكنْ ... أبكي إذا سقط الغُبَارُ عليها لكن بخلتُ على سِواي بِحُسْنِها ... وأنِفْتُ من نظر الغُلام إليها

ثم جلس عند رأس الغلام، فبكى، وأنشأ يقول (1): أشفقتُ أن يَرِد الزمانُ بغدرِه ... أو أُبْتَلى بعد الوفاءِ بهجرِهِ قمرٌ أنا استخرجتُه من دَجْنةٍ ... بمودَّتي وجنيتُه من خِدْرِهِ فقتلته وله عليَّ كرامةٌ ... مِلْءَ الحشا وله الفؤادُ بأسره عهدي به ميْتًا كأحْسَنِ نائمٍ ... والدَّمعُ ينحر مُقلتي في نحره لو كان يدري المَيْتُ ماذا بعْدَهُ ... بالحيِّ منه بكى له في قبرِهِ غصصٌ تكاد تفيض منها نفسُه ... ويكاد يخرج قلبُه منْ صدره

فصل وقد يغار المحبُّ على محبوبه من نفسه، وهذا من أعجب الغيرة، وله أسباب: منها: خشيةُ أن يكون مفتاحًا لغيره، كما ذُكر (2) أنَّ الحسن بن هانئ

الصفحة

434/ 649

مرحباً بك !
مرحبا بك !