عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

7034 3

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)

المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 549

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

وهو ههنا بمعنى: ما وعده اللَّه عباده الصابرين من الأجر الجزيل والثواب العظيم. وهذا يتناسب تمامًا مع الفصل الثاني للعنوان "ذخيرة الشاكرين".

ويصح أن يُقال: (عُدَّة) بضم العين وفتح الدال المشددة؛ لأنه يُقال لغة: أعدّ الشيء بمعنى هيأه وجعله عدّة للدهر، فيكون بمعنى: العدد والأسباب التي بموجبها يتسلح الصابرون، واللَّه أعلم" اهـ.

والحق -كما قال الشيخ- أن كلا الوجهين محتمل، وكذلك كلاهما متناسب مع الفصل الثاني من العنوان، فالذخيرة هي: واحدة الذّخائر، وهي ما ادُخر (1).

ولعل من يُرجِّح الوجه الثاني يقول: إنه جاء هكذا مضبوطًا على صفحة عنوان النسخة الأصل، كما سبق.

وكذلك يمكن أن يُرجَّح الثاني على الأول من جهة أنه أعم من الأول، فوَعْدُ اللَّه تعالى وما ادّخره للصابرين وللشاكرين، هو من ضمن العُدد والأسباب التي بها يتسلحون، واللَّه تعالى أعلم.

المبحث الثاني: تاريخ تأليف الكتاب:

لم أقف على نصّ لابن القيم أو لأحد تلاميذه يحدد تاريخ تأليفه

لهذا الكتاب.

ولم أقف على نصّ لابن القيم أو لأحد تلاميذه يشير إلى سبق هذا الكتاب لأحد من كتبه، أو أنه كُتب بعد كتابٍ ما من كتبه.

الصفحة

9/ 56

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ربّ يسّر وأعن

الحمدُ للَّه الصَّبورِ الشَّكورِ العليّ الكبير السميع البصير العليم القدير، الذي شملت قدرتُه كلَّ مقدور، وجَرت مشيئتُه في خلقه بتصاريفِ الأمور، وأَسمعت دعوتُه لليوم الموعود أصحابَ القبورِ، قَدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ وآجالَهم، وكتب آثارَهم وأعمالهم، وَقسَّم بينهم معايشَهم وأموالَهم، وخَلَق (1) الموتَ والحياةَ لِيَبلُوَهم أيُّهم أحسنُ عملًا وهوَ العزيزُ الغفورُ، القاهرُ القادرُ، فكلُّ عسيرٍ عليه يَسير، والمولى النَّاصِرُ، فَنِعمَ المولى ونعمَ النَّصيرُ.

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [2] خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [3] يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 1 - 4].

وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، إله جلَّ عن الشَّبيه والنظير، وتعالى عن الشَّريكِ والظَّهيرِ، وتقدَّسَ عن تعطيل الملحدين، كما تنزّه عن شَبَهِ المخلوقين، فـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [11]} (2) [الشورى: 11].

الصفحة

3/ 549

مرحباً بك !
مرحبا بك !