عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

7034 3

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)

المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 549

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

المبحث الأول: اسم الكتاب، وضبطه:

نصَّ ابن القيم على اسم مؤلَّفه هذا في مقدمته حيث قال: "وسميته: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين".

إلا أنه وقع في المخطوط الأصل اسم الكتاب على ورقة العنوان هكذا: "كتاب عُدّة (1) الصابرين وذخيرة الشاكرين في الصبر والشكر".

أي بزيادة: "في الصبر والشكر".

أما النسخ الثلاث الأخرى، فقد جاء اسم الكتاب فيها على صفحة العنوان مطابقًا لنص ابن القيم على تسميته.

وهذه الزيادة لا تضر، ولا تُعدّ خلافًا في اسم الكتاب، إذ هي عبارة عن بيانٍ وتوضيحٍ لمضمون الكتاب ومحتواه، واللَّه أعلم.

بل قد تكون لهذه الزيادة فائدةٌ في بيان سبب وهم الحاج خليفة في جعله هذه الجملة كتابًا آخر لابن القيم حيث قال:

في كشف الظنون 2/ 1432 ما يلي: "كتاب الصبر والشكر لشمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 751 إحدى وخمسين وسبعمائة".

مع أنه ذكره باسمه التامّ "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين" في 2/ 1129.

أما ما ذكره إسماعيل باشا في كتابه هدية العارفين 2/ 158 ضمن

الصفحة

7/ 56

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ربّ يسّر وأعن

الحمدُ للَّه الصَّبورِ الشَّكورِ العليّ الكبير السميع البصير العليم القدير، الذي شملت قدرتُه كلَّ مقدور، وجَرت مشيئتُه في خلقه بتصاريفِ الأمور، وأَسمعت دعوتُه لليوم الموعود أصحابَ القبورِ، قَدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ وآجالَهم، وكتب آثارَهم وأعمالهم، وَقسَّم بينهم معايشَهم وأموالَهم، وخَلَق (1) الموتَ والحياةَ لِيَبلُوَهم أيُّهم أحسنُ عملًا وهوَ العزيزُ الغفورُ، القاهرُ القادرُ، فكلُّ عسيرٍ عليه يَسير، والمولى النَّاصِرُ، فَنِعمَ المولى ونعمَ النَّصيرُ.

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [2] خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [3] يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 1 - 4].

وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، إله جلَّ عن الشَّبيه والنظير، وتعالى عن الشَّريكِ والظَّهيرِ، وتقدَّسَ عن تعطيل الملحدين، كما تنزّه عن شَبَهِ المخلوقين، فـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [11]} (2) [الشورى: 11].

الصفحة

3/ 549

مرحباً بك !
مرحبا بك !