
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)
المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 549
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ومع أن هذه النسخة لم تسلم من الأخطاء والتصحيفات والسقط في عدة مواضع إلا إني اتخذت هذه النسخة أصلًا لتحقيق الكتاب لِقِدم نسخها من جهة، فإنها قد نسخت سنة سبعين وسبعمائة. ولمنزلة ناسخها من جهة أخرى، ولأن النسخ الأخرى متأخرة جدًّا عنها.
2 - نسخة دار الكتب القومية بمصر
وهي محفوظة فيها برقم 2159 تصوف.
عدد أوراقها: 153. نسخت عام 1313 هـ.
ناسخها، كما جاء في نهاية المخطوط: "علقه. . . عبد الرحمن بن عبد العزيز آل عويد ضحوة السبت من شهر ذي القعدة سنة 1313 من هجرة نبينا محمد صلى اللَّه عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا".
وقد ترجم الشيخ عبد اللَّه البسام له في كتابه علماء نجد فقال: "الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد، ولد في مدينة بريدة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم بها، كما أخذ العلم عن علمائها. . . وحصّل واستفاد، وكان له خطّ جميل نيّر مضبوط، وكان عليه الوقار والسكينة مع لين الجانب، وكان ورعًا زاهدًا لا يأكل إلا من عمل يده في نسخ الكتب، فقد كتب عدة كتب كبار وصغار، وجلس للتدريس فانتفع كثير من الناس بعلمه، وما زال على حالته الحميدة حتى توفي عام 1350 هـ رحمه اللَّه تعالى" (1).
وقد رمزت لهذه النسخة بـ "م".
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ربّ يسّر وأعن
الحمدُ للَّه الصَّبورِ الشَّكورِ العليّ الكبير السميع البصير العليم القدير، الذي شملت قدرتُه كلَّ مقدور، وجَرت مشيئتُه في خلقه بتصاريفِ الأمور، وأَسمعت دعوتُه لليوم الموعود أصحابَ القبورِ، قَدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ وآجالَهم، وكتب آثارَهم وأعمالهم، وَقسَّم بينهم معايشَهم وأموالَهم، وخَلَق (1) الموتَ والحياةَ لِيَبلُوَهم أيُّهم أحسنُ عملًا وهوَ العزيزُ الغفورُ، القاهرُ القادرُ، فكلُّ عسيرٍ عليه يَسير، والمولى النَّاصِرُ، فَنِعمَ المولى ونعمَ النَّصيرُ.
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [2] خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [3] يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 1 - 4].
وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، إله جلَّ عن الشَّبيه والنظير، وتعالى عن الشَّريكِ والظَّهيرِ، وتقدَّسَ عن تعطيل الملحدين، كما تنزّه عن شَبَهِ المخلوقين، فـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [11]} (2) [الشورى: 11].