عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

7928 4

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)

المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 549

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

ما يعرض للإنسان في هذه الحياة الدنيا إما أن يكون موافقًا لهواه ومراده، أو يخالفه، ثم بيَّن احتجاج افنسان غلى الصبر في كلّ منهما. وهو عين ما ذكره الغزالي في الإحياء (4/ 59) وما بعدهما. * وفي الباب الرابع عشر: الذي ترجمه ابن القيم بقوله: "في بيان أشق الصبر على النفوس". وذكر الغزالي مراده ومضمون ما ذكره ابن القيم في الإحياء (4/ 61). * وفي الباب الخامس عشر: "في ذكر ما ورد في الصبر من نصوص الكتاب العزيز". * والباب السادس عشر: "في ذكر ما ورد فيه من نصوص السنة". * وفي الباب السابع عشر: في الآثار الواردة عن الصحابة ومن بعدهم في فضيلة الصبر". أقول: قد عقد الغزالي لذلك في الإحياء (4/ 52 - 53) فصلًا ترجمه بقوله: "بيان فضيلة الصبر". ثم قال: "وقد وصف اللَّه تعالى الصابرين بأوصاف، وذكر الصبر في القرآن. . . " ثم ذكر شيئًا من ذلك. ثم قال: "وأما الأخبار. . . " وذكر من الأحاديث النبوية. ثم قال: "وأما الآثار. . . " وذكر ما تيسر له منها. * الباب التاسع عشر: "في أن الصبر نصف الإيمان، وأن الإيمان نصفان: نصف صبرٍ ونصف شكر". وقد بيّن ذلك الغزالي في الإحياء (4/ 56 - 57)، حيث عقد لذلك فصلًا ترجمه بـ: "بيان كون الصبر نصف الإيمان".

الصفحة

32/ 56

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ربّ يسّر وأعن

الحمدُ للَّه الصَّبورِ الشَّكورِ العليّ الكبير السميع البصير العليم القدير، الذي شملت قدرتُه كلَّ مقدور، وجَرت مشيئتُه في خلقه بتصاريفِ الأمور، وأَسمعت دعوتُه لليوم الموعود أصحابَ القبورِ، قَدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ وآجالَهم، وكتب آثارَهم وأعمالهم، وَقسَّم بينهم معايشَهم وأموالَهم، وخَلَق (1) الموتَ والحياةَ لِيَبلُوَهم أيُّهم أحسنُ عملًا وهوَ العزيزُ الغفورُ، القاهرُ القادرُ، فكلُّ عسيرٍ عليه يَسير، والمولى النَّاصِرُ، فَنِعمَ المولى ونعمَ النَّصيرُ.

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [2] خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [3] يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 1 - 4].

وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، إله جلَّ عن الشَّبيه والنظير، وتعالى عن الشَّريكِ والظَّهيرِ، وتقدَّسَ عن تعطيل الملحدين، كما تنزّه عن شَبَهِ المخلوقين، فـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [11]} (2) [الشورى: 11].

الصفحة

3/ 549

مرحباً بك !
مرحبا بك !