عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

7883 4

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)

المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 549

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

6 - وكذلك من سمات الكتاب محاولة المؤلف التوضيح والبيان للقارئ بحيث لا يدع شبهة إلا ويحاول كشفها، ويجتهد في ذلك اجتهادًا كبيرًا. ففي الباب التاسع: "في بيان تفاوت درجات الصبر" عندما أراد بيان أن الصبر على فعل المأمور أفضل من الصبر على ترك المحظور ذكر لذلك عشرين وجهًا. وفي الباب الثالث والعشرين "في ذكر ما احتجت به الفقراء من الكتاب والسنة والآثار والاعتبار"، عقد فصلًا لذكر أمثلة تُبيّن حقيقة الدنيا، فذكر اثنين وعشرين مثالًا. 7 - ومن معالم هذا الكتاب: توسع المؤلف في ذكر الأدلة والمرجحات ونحوها، بحيث يحاول استيعاب ما يمكن ذكره في ذلك. وأمثلته في الباب الثاني عشر والخامس عشر. 8 - ومن معالم الكتاب عناية المؤلف رحمه اللَّه تعالى الظاهرة بالتفسير وعلومه، كما سيظهر للقارئ بالنظر إلى فهرس الآيات التي فسَّرها المؤلف. 9 - ومنها أيضًا عناية المؤلف الكبيرة بالاستدلال بالأحاديث والآثار، وأقوال السلف. 10 - ومن سمات الكتاب، عناية المؤلف التي لا تخفى باستشهاده بالأبيات الشعرية. يُراجع فهرس الأبيات الشعرية. 11 - ومنها اهتمام المؤلف بالترجيح بين الأقوال المختلفة، وعدم ترك الأمر دون تحقيق أو ترجيح أو توجيه للأدلة الواردة، وذلك واضح ظاهر.

الصفحة

19/ 56

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ربّ يسّر وأعن

الحمدُ للَّه الصَّبورِ الشَّكورِ العليّ الكبير السميع البصير العليم القدير، الذي شملت قدرتُه كلَّ مقدور، وجَرت مشيئتُه في خلقه بتصاريفِ الأمور، وأَسمعت دعوتُه لليوم الموعود أصحابَ القبورِ، قَدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ وآجالَهم، وكتب آثارَهم وأعمالهم، وَقسَّم بينهم معايشَهم وأموالَهم، وخَلَق (1) الموتَ والحياةَ لِيَبلُوَهم أيُّهم أحسنُ عملًا وهوَ العزيزُ الغفورُ، القاهرُ القادرُ، فكلُّ عسيرٍ عليه يَسير، والمولى النَّاصِرُ، فَنِعمَ المولى ونعمَ النَّصيرُ.

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1] هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [2] خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [3] يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [التغابن: 1 - 4].

وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، إله جلَّ عن الشَّبيه والنظير، وتعالى عن الشَّريكِ والظَّهيرِ، وتقدَّسَ عن تعطيل الملحدين، كما تنزّه عن شَبَهِ المخلوقين، فـ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [11]} (2) [الشورى: 11].

الصفحة

3/ 549

مرحباً بك !
مرحبا بك !