عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

8431 4

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)

المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 549

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ) تحقيق إسماعيل بن غازي مرحبا إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 56

وإلهيته، وهو لا يكون إلا ملِكًا ربًّا لا إله إلا هو.

والمقصود: أن الدنيا نفس من أنفاس الآخرة، وساعة (1) ساعاتها.

فصل

المثال السابع: ما مثّلها به -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث المتفق على صحته من حديث أبي سعيد الخدري قال: قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فخطب الناس فقال: "لا واللَّه ما أخشى عليكم إلا ما يُخرج اللَّه لكم من زهرة الدنيا" فقال رجل: يا رسول اللَّه أَوَ يأتي الخير بالشر؟ فصمت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم قال: "كيف قلت؟ " قال: يا رسول اللَّه أو يأتي الخير بالشر؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "إن الخير لا يأتي إلا بالخير، وإن مما يُنبتُ الربيع ما يقتل حبطًا أو يلمّ، إلا اكلة الخضر أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت (2) وبالت، ثم اجترّت (3) فعادت فأكلت، فمن أخذ مالًا بحقه يُبارك له فيه، ومن أخذ مالًا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع" (4).

فأخبر -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه إنما يخاف عليهم الدنيا، وسمّاها زهرة تشبيهًا لها

الصفحة

451/ 549

مرحباً بك !
مرحبا بك !