عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

7957 4

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15)]

المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751)

المحقق: إسماعيل بن غازي مرحبا

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - محمد أجمل الإصلاحي - علي بن محمد العمران

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 549

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (15) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ) تحقيق إسماعيل بن غازي مرحبا إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 56

وتجتنبُ الأسودُ ورودَ (1) مَاءٍ ... إذا كان الكلابُ يَلَغْنَ فيه (2)

وليذكر مخالطة ريقه لريق كل خبيث ريقُه الداءُ الدويّ، فإن ريق الفاسق داء، كما قيل:

تسلَّ يا قلبُ عن سَمْحٍ بمهجته ... مبذّلٍ كلُّ من يلقاهُ يقرفُه

كالماء أيُّ (3) صَدٍ (4) يأتيه ينهلُه ... والغُصْنِ أيُّ نسيمٍ مرَّ يعطفُه

وإن حلا ريقُه فاذكر مرَارتَه ... في فمِ أبخَرَ يحفيه ويرشفُه

ومن له أدنى مروءة ونخوة يأنف لنفسه من مواصلة من هذا شأنه، فإن لم تجبه نفسه إلى الإعراض ورضي بالمشاركة، فلينظر إلى ما وراء هذا اللّون (5) والجمال (6) الظاهر من القبائح الباطنة، فإن من مكّن مِنْ نفسه فعل القبائح (7) فنفسه أقبح من نفوس البهائم، فإنه لا يرضى لنفسه بذلك حيوان من الحيوانات أصلًا إلا ما يُحكى عن الخنزير، وأنه ليس في الحيوان لوطي سواه، فقد رضي هذا المُمَكّن من نفسه أنه يكون بمنزلة الخنزير، وهذا القبح يغطي كل جمال وملاحة في الوجه والبدن،

الصفحة

100/ 549

مرحباً بك !
مرحبا بك !