
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: يحيى بن عبد الله الثُّمالي - علي بن محمّد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ثم عقد الباب (68) ذكر فيه ما جاء في آخر أهل الجنة دخولًا. ثم أعقبه بالباب (69) جمع فيه فصولًا لم يذكرها فيما تقدم، فأورد فيه ما جاء في لسان أهل الجنة، وما جاء في احتجاج الجنة والنار، وما جاء في أن الجنة يبقى فيها فضل فينشئ اللَّه خلقًا دون النار، وما جاء في امتناع النوم على أهل الجنة، وما ورد في ارتقاء العبد وهو في الجنَّة من درجةٍ إلى درجةٍ أعلى منها، ثمَّ ما جاء في إلحاق ذرية المؤمن به في الدرجة، وإن لم يعملوا بعمله، والاختلاف في المراد بالذرية، ودليل كل قول. ثمَّ أورد ما جاء في أنَّ الجنة تتكلَّم، وأنَّها تزداد حسنًا على الدوام، وأنَّ الحور العين يطلبن أزواجهنَّ أكثرَ مما يطلبهن أزواجهنَّ. ثمَّ ذكر ما جاء في ذبح الموت بين الجنَّة والنَّار، وذكر ما جاء في ارتفاع العبادات في الجنَّة إلَّا عبادة الذكر فهي دائمة، وأورد ما جاء في تذاكر أهل الجنَّة ما كان بينهم في دار الدنيا. ثمَّ ختم الكتاب بالباب (70) في ذكر المستحق لهذه البشرى دون غيره، فذكر الآيات الواردة في ذلك، وجملة من إعتقاد أهل السنَّة والجماعة. وختم هذا الباب بفصل هو خاتمة الكتاب، وهو خاتمة دعوى أهل الجنَّة، فأوردَ ما جاء فيه من آياتٍ وأحاديث في ذلك، وأنَّهم يُلْهَمون الحمد كما يُلهمون النَّفَس.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الحمد للَّه الَّذي جعل (2) جنَّات الفردوس لعباده المؤمنين نُزُلًا (3)، ويسَّرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها، فلم يتخذوا (4) سواها شُغُلًا، وسهَّل (5) لهم طُرقها، فسلكوا السبيل (6) الموصلة إليها ذُلُلًا، خلقها لهم قبل أن يخلقهم، وأسكنهم إيَّاها قبل أن يُوجدهم، وحجبها بالمكاره، وأخرجهم إلى دار (7) الامتحان، ليبلوهم أيُّهم أحسنُ عملًا، وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم (8) عليه، وضرب مدَّة الحياة الفانية دونه أجلًا، أودعها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر علي قلب بشر، وجلَّاها عليهم حتَّى (9) عاينوها بعين البصيرة التي هي أنفذ من رؤية البصر، وبشَّرهم بما أعدَّ لهم فيها على لسان رسوله (10) خير