حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

7032 4

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: يحيى بن عبد الله الثُّمالي - علي بن محمّد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

3 - تاريخ تأليف الكتاب:

ذكر المؤلف -رحمه اللَّه- أنه فرغ من تأليف هذا الكتاب: عشيَّة عرفة عند الثلث الآخر من الليل، سنة خمس وأربعين وسبعمائة، أي: قبل وفاته بست سنين.

وقد جاء هذا النص النفيس في آخر النسخة المدنية (أ)، وفي أوَّل النسخة العراقية (هـ).

4 - نقول العلماء منه، وثناؤهم عليه:

1 - عبد الرحمن بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن المؤدب السنجاري المعروف "بابن المسواك الحيالي".

وهو ناسخ النسخة (هـ) العراقية وذلك عام 771 هـ، فقد أنشأ (16) بيتًا يمدح فيها الكتاب فقال ما نصه: "يقول ناسخ هذا الكتاب المذكور اسمه آخره، ممتدحًا له بهذه الأبيات، وهي:

جزى اللَّه منشئه بخير جزائه ... وأسكنه الفردوس مع خير رسله

فقد جدَّ في تأليفه موضحًا لمن ... وعاه طريقًا لا مخاف بسبله

وقال:

يحنون شوقًا للديار وأهلها ... إذا حادي الأرواح سار بأهله

ونادى ألا مِنْ شيِّق زاد شوقه ... إلى بلد الأفراح يا طيب ظله

إلى أن قال:

فهذا كتاب القوم يتلى فمن تُرَى ... يقوم بأقوال نحوها بفعله

الصفحة

15/ 57

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الحمد للَّه الَّذي جعل (2) جنَّات الفردوس لعباده المؤمنين نُزُلًا (3)، ويسَّرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها، فلم يتخذوا (4) سواها شُغُلًا، وسهَّل (5) لهم طُرقها، فسلكوا السبيل (6) الموصلة إليها ذُلُلًا، خلقها لهم قبل أن يخلقهم، وأسكنهم إيَّاها قبل أن يُوجدهم، وحجبها بالمكاره، وأخرجهم إلى دار (7) الامتحان، ليبلوهم أيُّهم أحسنُ عملًا، وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم (8) عليه، وضرب مدَّة الحياة الفانية دونه أجلًا، أودعها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر علي قلب بشر، وجلَّاها عليهم حتَّى (9) عاينوها بعين البصيرة التي هي أنفذ من رؤية البصر، وبشَّرهم بما أعدَّ لهم فيها على لسان رسوله (10) خير

الصفحة

3/ 848

مرحباً بك !
مرحبا بك !