
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: يحيى بن عبد الله الثُّمالي - علي بن محمّد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
1 - اسم الكتاب:
ورد لهذا الكتاب اسمان:
الاسم الأول: "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح".
- هكذا سمَّاه مؤلفه في مقدمة كتابه هذا (ص/ 16) فقال: "وهذا كتاب اجتهدت في جمعه وترتيبه وتفصيله وتبويبه. . . . وسمَّيته "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح". . . ".
- واتَّفقت جميع النسخ الخطيَّة على هذا الاسم، وأما ما زادته النسخ (أ، ب، ج، هـ) بعد اسم الكتاب: (ومثير ساكن العزمات إلى روضات الجنات، وباعث الهمم العليَّات إلى العيش الهني في تلك الغرفات [وفي (ج) "الدرجات" بدل "الغرفات"] = فهو من إضافة النسَّاخ، بدليل مجيء تلك الجملة بعد اسم الكتاب بخطٍّ صغير عدا النسخة (ج). (1)
- وذكره بهذا الاسم أيضًا أكثر مَنْ ترجم للمؤلف.
- وذكره عامة مَنْ نقل مِنْ هذا الكتاب: كابن حجر والسخاوي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الحمد للَّه الَّذي جعل (2) جنَّات الفردوس لعباده المؤمنين نُزُلًا (3)، ويسَّرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها، فلم يتخذوا (4) سواها شُغُلًا، وسهَّل (5) لهم طُرقها، فسلكوا السبيل (6) الموصلة إليها ذُلُلًا، خلقها لهم قبل أن يخلقهم، وأسكنهم إيَّاها قبل أن يُوجدهم، وحجبها بالمكاره، وأخرجهم إلى دار (7) الامتحان، ليبلوهم أيُّهم أحسنُ عملًا، وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم (8) عليه، وضرب مدَّة الحياة الفانية دونه أجلًا، أودعها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر علي قلب بشر، وجلَّاها عليهم حتَّى (9) عاينوها بعين البصيرة التي هي أنفذ من رؤية البصر، وبشَّرهم بما أعدَّ لهم فيها على لسان رسوله (10) خير