حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

8759 4

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: يحيى بن عبد الله الثُّمالي - علي بن محمّد العمران
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 2 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (10) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح تأليف الإمام أبي عبد اللَّه محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ) تحقيق زائد بن أحمد النشيري إشراف بكر بن عبد اللَّه أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 57

ونفي الشفاعة عنده بدون إذنه المتضمن كمال توحيده وغناهُ عن خلقه. ونفي الظلمِ المتضمن كمال عدلهِ وعلمه وغناه. ونفي النسيان وعزوب شيءٍ عن علمه المتضمن كمال علمه وإحاطته. ونفي المثل المتضمن لكمال ذاته وصفاته. ولهذا لم يتمدَّح بعَدَمٍ محْضٍ لا يتضمن أمرًا ثبوتيًّا، فإنَّ المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدمٍ، ولا يوصف الكامل بأمرٍ يشترك هو والمعدوم فيه؛ فلو كان المراد بقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] أنَّهُ لا يُرَى بحالٍ، لم يكن في ذلك مَدْحٌ ولا كمال، لمشاركة المعدوم له في ذلك، فإنَّ العَدَمَ الصِّرْف لا يُرَى ولا تدركه الأبصارُ، والرَّبُّ جلَّ جلاله يتعالى أنْ يُمْدَحَ بما يشاركه فيه العدمُ المحض. فإذًا، المعنى أنَّه يرى ولا يُدرك، ولا يحاطُ به كما كان المعنى في قوله: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ} [يونس: 61]، أنَّه يعلمُ كلَّ شيء. وفي قوله: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38]، أنَّه كامل القدرة. وفي قوله: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49]، أنَّه كامل العدل. وفي قوله: {لَا تَأْخُذُه سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255]، أنَّهُ كامل القيومِيَّة.

الصفحة

619/ 848

مرحباً بك !
مرحبا بك !