الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

5967 3

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (2)]

راجعه: حاتم بن عارف الشريف - يحيى بن عبد الله الثمالي

مشاركة

فهرس الموضوعات

آثَارُ الإِمَامِ ابْنِ قَيّم الجَوْزِيَّةَ وَمَا لَحِقَهَا مِنْ أَعْمَالٍ (2)

الوَابِلُ الصَّيِّبُ وَرَافِعُ الكَلِمِ الطَّيِّبِ

تَأليف الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْنِ أَيُّوب ابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (691 هـ - 751 هـ)

تَحْقِيق عَبْد الرّحْمَنِ بْن حَسَن بْن قَائِد

إِشْرَاف بَكْر بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْد

دَارُ عَطَاءَاتِ العِلْم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 60

في قلبه.

الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152].
ولو لم يكن في الذكر إلا (1) هذه وحدها لكفى بها فضلًا وشرفًا.
وقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: "مَنْ ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم" (2).

السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: الذكرُ للقلب مثلُ الماء للسمك (3)، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟! السابعة عشرة: أنه قُوتُ القلب والروح؛ فإذا فَقَده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قُوتِه.
وحضرتُ شيخ الإسلام ابن تيمية مرةً صلى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتَغَدَّ هذا الغداء لسقطت قوَّتِي، أو كلامًا قريبًا من هذا.
وقال لي مرة: لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها؛ لأستعِدَّ بتلك الراحة لذكرٍ آخر، أو كلامًا هذا معناه.

الصفحة

96/ 532

مرحباً بك !
مرحبا بك !