الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

5967 3

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (2)]

راجعه: حاتم بن عارف الشريف - يحيى بن عبد الله الثمالي

مشاركة

فهرس الموضوعات

آثَارُ الإِمَامِ ابْنِ قَيّم الجَوْزِيَّةَ وَمَا لَحِقَهَا مِنْ أَعْمَالٍ (2)

الوَابِلُ الصَّيِّبُ وَرَافِعُ الكَلِمِ الطَّيِّبِ

تَأليف الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْنِ أَيُّوب ابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (691 هـ - 751 هـ)

تَحْقِيق عَبْد الرّحْمَنِ بْن حَسَن بْن قَائِد

إِشْرَاف بَكْر بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْد

دَارُ عَطَاءَاتِ العِلْم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 60

ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأن مراده من كلامه كيت وكيت، فإن لم يكن ذلك معلومًا بوضع اللفظ لذلك المعنى، أو عُرْفِ الشارع -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أوْ عادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى، أو تفسيره له به = وإلا كانت شهادة (1) باطلة، وأدنى أحوالها أن تكون شهادة بلا علم.
ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك، فمَثَّل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طيب هذا الخُلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا، وأعظم.
ونسبةُ استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه؛ فإنها استطابةٌ لا تماثل استطابة المخلوقين، كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك، كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته (2) لا تشبه صفاتهم، وأفعاله لا تشبه أفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلمَ الطيب فيصعد إليه، والعملَ الصالح فيرفعه، وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا (3).
ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال؛ إذْ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرِّضى؛ فإن قالوا: رضاهُ ليس كرضى المخلوقين،

الصفحة

63/ 532

مرحباً بك !
مرحبا بك !