
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (2)]
راجعه: حاتم بن عارف الشريف - يحيى بن عبد الله الثمالي
آثَارُ الإِمَامِ ابْنِ قَيّم الجَوْزِيَّةَ وَمَا لَحِقَهَا مِنْ أَعْمَالٍ (2)
الوَابِلُ الصَّيِّبُ وَرَافِعُ الكَلِمِ الطَّيِّبِ
تَأليف الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْنِ أَيُّوب ابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (691 هـ - 751 هـ)
تَحْقِيق عَبْد الرّحْمَنِ بْن حَسَن بْن قَائِد
إِشْرَاف بَكْر بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْد
دَارُ عَطَاءَاتِ العِلْم - دار ابن حزم
[طه: 102 - 104].
وخطب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصحابه يومًا، فلما كانت الشمس على رؤوس الجبال، وذلك عند الغروب قال: "إنَّهُ لَمْ يَبْقَ من الدُّنْيَا فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه" (1).
فلْيتأمل العاقل الناصح لنفسه هذا الحديث، ولْيَعْلَمْ أيُّ شيءٍ حصل له من هذا الوقت الذي قد بقي من الدنيا بأسرها؛ ليعلم أنه في غرور وأضغاث أحلام، وأنه قد باع سعادة الأبد والنعيم المقيم بِحَظٍّ خسيسٍ لا يساوي شيئًا، ولو طلب الله تعالى والدار الآخرة لأعطاه ذلك الحظ هنيئًا مُوَفَّرًا (2) وأكمل منه، كما في بعض الآثار: "ابنَ آدم، بِع الدنيا بالآخرة تَرْبَحْهُما جميعًا، ولا تبع الآخرة بالدنيا تَخْسَرْهُما جميعًا" (3).