
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (2)]
راجعه: حاتم بن عارف الشريف - يحيى بن عبد الله الثمالي
آثَارُ الإِمَامِ ابْنِ قَيّم الجَوْزِيَّةَ وَمَا لَحِقَهَا مِنْ أَعْمَالٍ (2)
الوَابِلُ الصَّيِّبُ وَرَافِعُ الكَلِمِ الطَّيِّبِ
تَأليف الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر بْنِ أَيُّوب ابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (691 هـ - 751 هـ)
تَحْقِيق عَبْد الرّحْمَنِ بْن حَسَن بْن قَائِد
إِشْرَاف بَكْر بْن عَبْدِ اللهِ أَبُو زَيْد
دَارُ عَطَاءَاتِ العِلْم - دار ابن حزم
الثانية والستون: أن عُمَّال الآخرة في مضمار السباق، والذاكرون هم أسبقهم في ذلك المضمار، ولكن القَتَر والغبار يمنع من رؤية سَبْقِهم، فإذا انجلى الغبار وانكشفَ رآهم الناس وقد حازوا قَصَبَ السَّبْق.
قال الوليد بن مسلم: حدثنا محمد بن عجلان: سمعت عمر مولى غفرة يقول: إذا انكَشَف الغِطَاءُ (1) [للنَّاس] يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يَرَوْا عملًا أفضل ثوابًا من الذِّكْر، فَيَتَحَسَّرُ عند ذلك أقوامٌ، فيقولون: ما كان شئ أيْسر علينا من الذِّكْر.
وقال أبو هريرة: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سيرُوا، سَبَقَ المُفَرِّدُونَ (2) " قالوا: وما المُفَرِّدُونَ؟ قال: "الذين أُهْتِرُوْا في ذِكْرِ الله تعالى، يَضَعُ الذكرُ عنهم أوزارَهم" (3).