رسالة ابن القيم الى أحد اخوانه

رسالة ابن القيم الى أحد اخوانه

1908 1

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (5)]

المحقق: عبد الله بن محمد المديفر

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 70

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

وخطها من خطوط القرن الرابع عشر الهجري، ناسخها مجهول، ويظهر أن ناسخها قد اعتمد على النسخة (ج) ويتصرف أحيانًا بالاختصار والحذف. وعرَّفت النسخةُ الرسالة بقولها: "قال الشيخ، الإمام العالم، العلامة، شمس الدين، بحر العلوم، أبو عبد الله بن القيم رحمه الله". عنوان الرسالة لم يُسمِّ ابن القيم رسالته هذه كما عُهد عنه في كتبه أنه يسميها باعتناء شديد. وقد سُمِّيت في فهارس المكتبات المحفوظة فيها النسخ بالأسماء التالية: 1 - رسالة لابن قيم الجوزية. 2 - رسالة أرسلها ابن القيم إلى بعض إخوانه. 3 - رسالة في الإرشاد. 4 - رسالة في البركة. فمن سماها بالإرشاد قد نظر إلى غرضها، ومن سماها بالبركة فقد نظر إلى موضوعها في بدايتها. وعنون لها الشيخ بكر أبو زيد بـ (رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه)، وبهذا العنوان اشتُهرت عند عدد من أهل العلم المعاصرين؛ ولذا رأيت إثباتها بهذا العنوان، وحتى لا يحصل ليس بذكر عنوان لم تُعرف به لدى العلماء، كما أن النسخ الثلاث

الصفحة

20/ 29

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الله المسؤولُ المرجو الإجابة أن يُحسِنَ إلى الأخ [علاء الدِّين] (1) في الدُّنيا والآخرة، وينفع (2) به، ويجعله مباركًا أينما كان. فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله -تعالى- إخبارًا عن المسيح [عليه السلام]: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31] أي معلمًا للخير، داعيًا إلى ألله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في المَاجَرَيَاتِ (3)، ويفسد القلب. وكل آفة (4) تدخل على العبد، فسببها ضياعُ [الوقت] (5) وفساد القلب، وتعود بضياع [حظه] (6) من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا

الصفحة

3/ 70

مرحباً بك !
مرحبا بك !