رسالة ابن القيم الى أحد اخوانه

رسالة ابن القيم الى أحد اخوانه

750 1

 [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (5)]

المحقق: عبد الله بن محمد المديفر

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 70

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

مشاركة

فهرس الموضوعات

سورة السجدة: "الثاني: هدايتهم بما أمر به على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا بمقتضى عقولهم، وآرائهم، وسياساتهم، وأذواقهم، وتقليد أسلافهم بغير برهان من الله؛ لأنه قال: {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [السجدة: 24] ص 19.

وقال عند الآية نفسها: "وفي ذلك دليلٌ على اتّباعهم ما أنزل الله على رسوله، وهدايتهم به وحده دون غيره من الأقوال والآراء والنِّحل والمذاهب، بل لا يهدُون إلا بأمره خاصَّة" ص 26.

وعقد فصلًا في المتابعة والاقتداء، ومما قال فيه:. " ... ولعل الأحاديث الثابتة والسنة النبوية من جانبه ولا يلتفتون إلى ذلك، ويقولون: نحن مقلدون لمذهب فلان. وهذا لا يُخَلِّص عند الله: ولا يكود عذرًا لمن تخلف عما علمه من السنة عنده، فإن الله -سبحانه- إنما أمر بطاعة رسوله واتباعه وحده، ولم يأمر باتباع غيره ... " ص 42.

2 - ومن منهجه: عدم التعصب لمذهب معين (1). وفي الكلام السابق له دليل واضح عليه.

3 - ومن منهجه: أنه يعرض النصوص أولًا ثم يستنبط منها، خلافًا لما درج عليه كثير من الفقهاء من قبل ومن بعد، فهم يعرضون المسألة ثم يؤيدونها بالدليل (2). وهذا المنهج ورد هنا في الرسالة ص 16 - 27.

الصفحة

10/ 29

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الله المسؤولُ المرجو الإجابة أن يُحسِنَ إلى الأخ [علاء الدِّين] (1) في الدُّنيا والآخرة، وينفع (2) به، ويجعله مباركًا أينما كان. فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله -تعالى- إخبارًا عن المسيح [عليه السلام]: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31] أي معلمًا للخير، داعيًا إلى ألله، مذكرًا به، مرغبًا في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في المَاجَرَيَاتِ (3)، ويفسد القلب. وكل آفة (4) تدخل على العبد، فسببها ضياعُ [الوقت] (5) وفساد القلب، وتعود بضياع [حظه] (6) من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا

الصفحة

3/ 70

مرحبا بك !
مرحبا بك !