[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (5)]
المحقق: عبد الله بن محمد المديفر
راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 70
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (5) رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق عبد الله بن محمد المديفر إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
وجمع -سبحانه- بين الصبر واليقين؛ إذ هما (1) سعادة العبد، وفقدهما يُفقده (2) سعادته، فإن القلب تطرقه طوارق الشهوات المُخالفة لأمر الله (3)، وطوارق (4) الشبهات المخالفة لخبره، فبالصبر يَدفع الشهوات، وباليقين يَدفع (5) الشبهات (6). فإن الشهوة والشبهة مضادتان للدين من كل وجهٍ، فلا ينجو من عذاب الله (7) إلا من (8) دفع شهواته بالصبر، وشبهاته باليقين؛ ولهذا أخبر -سبحانه- عن حبوط أعمال أهل الشهوات والشبهات فقال -تعالى-: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} [التوبة: 69]، فهذا (9) الاستمتاع بالخلاق هو استمتاعهم بنصيبهم من الشهوات، ثم قال: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا}، وهذا هو الخوض بالباطل (10) في دين الله وهو خوض أهل الشبهات (11). ثم