الرسالة التبوكية زاد المهاجر الى ربه

الرسالة التبوكية زاد المهاجر الى ربه

5090 1

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4)]

المحقق: محمد عزير شمس

راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - جديع بن جديع الجديع

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الخامسة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 93

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4) الرسالة التبوكية تأليف: الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب بن قيم الجوزية (691 - 751) تحقيق: محمد عزير شمس إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد دار عطاءات العلم دار ابن حزم

الصفحة

4/ 22

على كلِّ أحد في كلِّ وقت، وأنه لا انفكاكَ لأحد من وجوبها، وهي مطلوبُ الله ومراده من العباد، إذ الهجرة هجرتان:

هجرة بالجسم من بلد إلى بلد، وهذه أحكامها معلومة، وليس المرادُ الكلامَ فيها.

والهجرة الثانية هجرةٌ (1) بالقلب إلى الله ورسوله، وهذه هي المقصودة (2) هنا. وهذه الهجرةُ هي الهجرة الحقيقية، وهي الأصل، وهجرة الجسدِ تابعةٌ لها، وهي هجرة تتضمنُ "من" و"إلى":

فيهاجرُ بقلبه من محبة غير الله إلى محبته.

ومن عبوديةِ غيره إلى عبوديته.

ومن خوفِ غيرِه ورجائِه والتوكلِ عليه إلى خوفِ الله ورجائِه والتوكلِ عليه.

ومن دعاء غيرِه وسؤالِه والخضوع له والذُّلِّ له (3) والاستكانةِ له إلى دُعاءِ ربِّه (4) وسؤالِه والخضوعِ له والذلِّ والاستكانةِ له (5).

وهذا هو (6) بعينه معنى الفرار إليه، قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} (7). فالتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه.

الصفحة

16/ 93

مرحباً بك !
مرحبا بك !