هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

5947 0

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]

حققه: عثمان جمعة ضميرية

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 450

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

في الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، وتقع في (146) ورقة، وكتبت بخط نسخ جيد، دون تاريخ ولا اسم ناسخ. وفيها بعض التصويبات وشرح بعض الكلمات بحواشيها.
ورمزت لها بالحرف (د).

منهج التحقيق: وأما منهج التحقيق والعمل في هذه النشرة أو الطبعة للكتاب؛ فإنه يقوم على أصولٍ اتفق عليها علماء التحقيق، وخلاصة ذلك أن يبذل المحقق عناية خاصة بالمخطوط لتقديمه صحيحًا، كما وضعه مؤلِّفه. وتكاد كلمة المحققين والمعنيين بالتراث تُجمِع على أنَّ الجهود التي تبذل في كل مخطوط يجب أن تتناول تحقيق عنوان الكتاب، ثم تحقيق اسم المؤلف، ونسبة الكتاب إلى مؤلفه، ثم تحقيق متن الكتاب ونصِّه. وبذلك يفارق التحقيقُ الشرحَ والتعليق، وإن كان هذا الأمر قد اختلط على بعضهم فجعل التحقيق مجالًا واسعًا للشروحات والتعليقات والتعقبات الكثيرة.
ولذلك انصرفت العناية إلى مقابلة النسخ الخطية للكتاب، وإثبات ما يراه المحقق صوابًا في المتن، ثم الإشارة إلى العبارات الأخرى المخالفة في الحواشي، وقد يخالف اجتهاد بعض القراء ذلك، وأظن الأمر يسيرًا في هذا، واتبعت في ذلك طريقة النص المختار، إذ ليس بين النسخ الخطية ما يصلح لاعتماده نسخة أصلية نعتبرها أمًا نقابل عليها سائر النسخ. ثم كان من المناسب ضبط كثير من الكلمات والنصوص، وتخريج الأحاديث الشريفة والآثار تخريجًا إجماليًا، مع الاقتصار على الصحيحين أو أحدهما إن كان الحديث فيهما. وأما النصوص التي نقلها

الصفحة

64/ 78

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الحمدُ لله الذي رضي لنا الإسلام ديْنًا، ونصب لنا الدِّلالة على صحته برهانًا مبينًا، وأوضحَ السَّبيلَ إلى معرفته واعتقاده حقَّا يقينًا، ووعدَ منْ قام بأحكامه وحفظ حدودَهُ أجرًا جسيمًا، وذخر لمن وافاه به ثوابًا جزيلًا وفوزًا عظيمًا، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه، والاعتصام بعراهُ وأسبابه.
فهو دينُه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه، فبه (2) اهتدى المهتدون، وإليه دعا الأنبياءُ والمرسلون (3).
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83].
فلا يقبل من أحد دينًا سواه من الأولين والآخرين: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
شهد بأنَّه دينُه قَبْلَ شهادة الأنام، وأشادَ به (4) ورَفَعَ ذِكْرَهُ، وسمَّى به أهلَه وما اشتملت عليه الأرحامُ، فقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 18، 19].

الصفحة

3/ 450

مرحبًا بك !
مرحبا بك !