هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

5954 0

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]

حققه: عثمان جمعة ضميرية

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 450

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

النسخ الخطية للكتاب: أشار بروكلمان إلى النسخ الخطية للكتاب (1) فذكر أنه: مخطوط في ليدن (2024)، ويني جامع (761) وأياصوفيا (2243)، وجاريت (1518)، وبريل ثانٍ (976)، وتونس الزيتونة (4/ 436/ 291). وهناك مخطوطات أخرى لم يذكرها بروكلمان.
والذي تحصّل من المخطوطات أثناء العمل على تحقيق الكتاب هو النسخ الآتية: أولًا: النسخة المحفوظة في مكتبة الحاج بشير آغا في استانبول (تركيا)، وهي برقم (413)، وقد أصبحت هذه المكتبة ضمن المكتبة السليمانية. وتقع في (154) ورقة، في كل ورقة (25) سطرًا، وفي أولها فهرس يقع في (4) ورقات، بخط نسخ جيد، والفهرس بخط فارسي، من خطوط سنة (1144 هـ). وفي صفحة العنوان تملك الحاج بشير آغا بتاريخ سنة (1151 هـ)، وختم المكتبة ورقم التصنيف وختم الوقفية. وبآخرها هذه العبارة: "تمَّ الكتاب بعون الله تعالى. الحمد لله على التمام، والصلاة والسلام على نبيه وأصحابه الكرام. سوَّده أضعف الأنام السيد عثمان القريمي ... سنة أربع وأربعين ومائة وألف".
وقد رمزت لهذه النسخة بالحرف (غ).
ثانيًا: نسخة مكتبة أيا صوفيا في إستانبول أيضًا، ورقمها (2223)، وتقع في (154) ورقة، في كل صفحة (25) سطرًا. وقبل صفحة العنوان

الصفحة

62/ 78

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الحمدُ لله الذي رضي لنا الإسلام ديْنًا، ونصب لنا الدِّلالة على صحته برهانًا مبينًا، وأوضحَ السَّبيلَ إلى معرفته واعتقاده حقَّا يقينًا، ووعدَ منْ قام بأحكامه وحفظ حدودَهُ أجرًا جسيمًا، وذخر لمن وافاه به ثوابًا جزيلًا وفوزًا عظيمًا، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه، والاعتصام بعراهُ وأسبابه.
فهو دينُه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه، فبه (2) اهتدى المهتدون، وإليه دعا الأنبياءُ والمرسلون (3).
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83].
فلا يقبل من أحد دينًا سواه من الأولين والآخرين: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
شهد بأنَّه دينُه قَبْلَ شهادة الأنام، وأشادَ به (4) ورَفَعَ ذِكْرَهُ، وسمَّى به أهلَه وما اشتملت عليه الأرحامُ، فقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 18، 19].

الصفحة

3/ 450

مرحبًا بك !
مرحبا بك !