هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

5958 0

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]

حققه: عثمان جمعة ضميرية

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 450

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

ثالثًا: كتاب "هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى" يحتل كتاب "هداية الحيارى" مكانة بارزة في المكتبة الإسلامية بين الكتب التي تهدف إلى الدفاع عن الإسلام وردِّ الشبهات التي أثارها اليهود والنصارى، وحاولوا بها التلبيس على بعض المسلمين، كما تهدف أيضًا إلى مناقشة أهل الكتاب وبيان تحريفهم لكتبهم وتأويلهم الفاسد لنصوصها، وفي هذا وذاك دعوة لأهل الكتاب كي يثوبوا إلى الحق والهدى، فهي دعوة إلى الإسلام الذي لا يقبل الله تعالى من الناس غيره.
وقد سبق كثير من العلماء قبل ابن القيم -رحمه الله- في الكتابة في هذا الموضوع -كما تقدم- ثم جاء علماء آخرون من بعده، فكتبوا أيضًا مؤلفات وردودًا كثيرة، وكان كتاب "هداية الحيارى" واسطة العقد، استفاد من كتب ومصادر سابقة، وأفاد منه مؤلفون جاؤوا بعده، فتأثر بمن سبقه وأثَّر فيمن جاء بعده، وفي كلتا الحالتين كان للكتاب منهجه وأسلوبه المتميز.

موضوع الكتاب وسبب تأليفه: أبان المصنف -رحمه الله- في مقدمة كتابه (1) أن من بعض حقوق الله تعالى على العلماء أن يردُّوا على من يطعن في كتاب الله تعالى، ويطعن في رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ودينه؛ وقد أورد بعض الكفار الملحدين مسائل على بعض المسلمين، فلم يصادف عنده ما يشفيه، وظنَّ المسلمُ أنَّ جواب ذلك هو الضرب لمن يورد ذلك، مما يعزز دعوى غير المسلمين

الصفحة

55/ 78

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الحمدُ لله الذي رضي لنا الإسلام ديْنًا، ونصب لنا الدِّلالة على صحته برهانًا مبينًا، وأوضحَ السَّبيلَ إلى معرفته واعتقاده حقَّا يقينًا، ووعدَ منْ قام بأحكامه وحفظ حدودَهُ أجرًا جسيمًا، وذخر لمن وافاه به ثوابًا جزيلًا وفوزًا عظيمًا، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه، والاعتصام بعراهُ وأسبابه.
فهو دينُه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه، فبه (2) اهتدى المهتدون، وإليه دعا الأنبياءُ والمرسلون (3).
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83].
فلا يقبل من أحد دينًا سواه من الأولين والآخرين: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
شهد بأنَّه دينُه قَبْلَ شهادة الأنام، وأشادَ به (4) ورَفَعَ ذِكْرَهُ، وسمَّى به أهلَه وما اشتملت عليه الأرحامُ، فقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 18، 19].

الصفحة

3/ 450

مرحبًا بك !
مرحبا بك !