
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]
حققه: عثمان جمعة ضميرية
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 450
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ)
تحقيق عثمان جمعة ضميرية
إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
منادٍ (1) المفاوز" (2) . ولا يجوز لنبيٍّ أن ينكر نبوته؛ فإنه يكون مخبرًا بالكذب.
ومن العجب أن في إنجيل مَتَّى نسبة المسيح إلى أنه ابن يوسف (3) ، فقال: عيسى بن يوسف بن فلان، ثم عدَّ إلى إبراهيم الخليل تسعة وثلاثين أبًا (4) . ثم نسبه لوقا أيضًا في إنجيله إلى يوسف، وعدَّ منه إلى إبراهيم نيَفًا وخمسين أبًا إنجيل لوقا: (3/ 23)." data-margin="5">(5) .
فبينا هو إله تام إذ صيَّرُوه ابن الإله، ثم جعلوه ابن يوسف النجار؟!.
والمقصود: أنَّ هذا الاضطراب في "الإنجيل" يشهد بأنَّ التغيير وقع فيه قطعًا، ولا يمكن أن يكون ذلك من عند الله، (بل الاختلاف الكثير الذي فيه يدلُّ على أن ذلك الاختلافَ من عند غير الله) (6) .
وأنت إذا اعتبرتَ نُسَخَهُ ونُسَخَ التوراة التي بأيدي اليهود والسَّامرة والنَّصارى رأيتَها مختلفةً اختلافًا يقطع مَنْ وقف عليه بأنَّه من جهة التغيير والتبديل. وكذلك نُسَخُ "الزبور" مختلفةٌ جدًّا.
ومن المعلوم أنَّ نسخ التوراة والإنجيل إنما هي عند رؤساء اليهود