[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]
حققه: عثمان جمعة ضميرية
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 450
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ)
تحقيق عثمان جمعة ضميرية
إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
الحارثِ، عن عُمر بنِ حفص -وكان من خيار الناس- قال: كان عند أبي وجَدِّي ورقة يتوارثونها قبل الإِسلام فيها: "اسم الله وقولُه الحقُّ، وقولُ الظالمينَ في تَبَار، هذا الذكر لأمةٍ تأتي في آخر الزمان؛ يئتزرون على أوساطهم، ويغسلون أطرافَهم، ويخوضون البحور إلى أعدائهم، فيهم صلاةٌ لو كانت في قومِ نوحٍ ما هَلَكُوا بالطوفان، وفي ثمودَ ما هلكوا بالصَّيْحَةِ" (1).
(الوجه الحادي والثلاثون): قال إشَعْيَا وذكر قصة العرب فقال: "ويدوسون الأُمم دياسَ البيادر، وينزل البلاءُ بمشركي العرب، وينهزمون بين يدي سيوفٍ مسلولة وقِسِيٍّ موتورةٍ من شِدَّة المَلْحَمَةِ" (2).
وهذا إخبارٌ عمَّا حلَّ بعَبَدَةِ الأوثان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يوم بَدْرٍ ويومَ حُنَيْنٍ، وفي غيرهما من الوقائع (3).
(الوجه الثاني والثلاثون): قوله في الإنجيل الذي بأيدي النصارى عن يوحنا: "إنَّ المسيح قال للحواريِّيْنَ: مَنْ أبْغَضَنِي فقد أبغض الربَّ، ولولا أنِّي صنعتُ لهم صَنَائِعَ لم يَصْنَعْها أحدٌ لم يكن لهم ذَنْبٌ، ولكنْ مِنَ الآن بَطِرُوا فلابدَّ أن تتمَّ الكلمةُ التي في النَّاموس؛ لأنهم أبْغَضُوني مجانًا، فلو قد جاء المنحمنا هذا الذي يُرْسِله الله إليكم من عند الربِّ روح القسط، فهو شهيد عليَّ، وأنتم أيضًا؛ لأنكم قديمًا كنتم معي، هذا