[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]
حققه: عثمان جمعة ضميرية
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 450
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ)
تحقيق عثمان جمعة ضميرية
إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
وهي تشبه النّحاس، وبعدها مملكة قوية مثل الحديد، وأما الرجلان اللذان رأيت من خزف فمملكة) (1) ضعيفة، وأما الحجر العظيم الذي رأيته دق الصنم ففتته فهو نبي يقيمه إله الأرض والسماء بشريعة قوية فيدق جميع ملوك الأرض وأممها حتى تمتلئ الأرض منه ومن أمته، ويدوم سلطان ذلك النبي إلى انقضاء الدنيا فهذا تعبير رؤياك أيها الملك (2).
ومعلومٌ أنَّ هذا منطبقٌ على محمَّدٍ بنِ عبدِ اللهِ حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّة، لا على المسيح ولا على نبيٍّ سواه، فهو الذي بُعِث بشريعة قويَّة، ودقَّ جميع ملوك الأرض وأُمَمَها حتى امتلأتِ الأرضُ من أُمتِه، وسلطانُه دائمٌ إلى آخر الدهر، لا يقدر أحدٌ أن يزيله، كما أزال سلطانَ اليهود من الأرض، وأزال سلطانَ النَّصارى عن خيار الأرض ووسطها فصار في بعض أطرافها، وأزال سلطانَ المجوس وعُبَّاد الأصنام، وسلطانَ الصَّابِئِيْنَ (3).
(الوجه الثامن والعشرون): قول دَانِيَال أيضًا: "سألتُ الله وتَضرعْتُ إليه أنْ يبين لي ما يكونُ من بني إسرائيل، وهل يتوبُ عليهم ويردُ إليهم مُلْكَهُمْ ويبعثُ فيهم الأنبياء؟ أو يجعل ذلك في غيرهم؟ فظهر لي المَلَكُ في صورةِ شابٍّ حَسَنِ الوَجْهِ فقال: السَّلام عليك يا دَانِيال، إنَّ الله يقول: إنَّ بني إسرائيل أَغْضَبُوني وتمرَدُوا عليَّ، وعبدوا من دوني آلهةً أخرى، وصاروا من بعد العلم إلى الجهل، ومِنْ بعد الصِّدق إلى