[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]
حققه: عثمان جمعة ضميرية
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 450
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ)
تحقيق عثمان جمعة ضميرية
إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
(الوجه الثاني عشر): قوله في الزَّبور لداود: "سَيُولَد لك ولدٌ أُدْعَي له أبًا ويُدْعَي لي ابنًا. اللهمَّ ابعثْ جَاعلَ السُّنَّة كي يعلِّم الناس أنه بشرٌ" (1).
وهذه أخبارٌ عن المسيح ومحمد - صلى الله عليه وسلم - قبل ظهورهما بزمن طويل. يريد: ابعث محمدًا حتي يعلم الناس أن المسيح بشر ليس إلهًا، وأنه ابن البشر لا ابن خالق البشر، فبعث الله هادي الأمة وكاشف الغُمَّة فبيَّن للأُمم حقيقة أمر المسيح وأنه عبدٌ كريمٌ ونبيٌّ مُرْسَل، لا كما ادَّعَتْه فيه النَّصاري، ولا كما رَمَتْه به اليهود.
(الوجه الثالث عشر) (4)." data-margin="2">(2): قوله في نبوة إشعياء: "قيل لي: قم نظَّارًا فانظر ما ترى تخبر (3) به، قلت: أري راكِبَيْن مُقْبِلَيْن؛ أحدهما علي حمار. والآخر علي جمل، يقول أحدهما لصاحبه: سقطتْ بابل وأصنامُها للبحر" (4).
وصاحب الحمار عندنا وعند النصارى هو (5) المسيح، وراكب الجمل هو محمد صلوات الله وسلامه عليهما، وهو أشهر بركوب الجمل من المسيح بركوب الحمار، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - سقطت أصنام بابل لا بالمسيح، ولم يزل في إقليم بابل من يعبد الأوثان من عهد إبراهيم