هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

2485 0

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]

حققه: عثمان جمعة ضميرية

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 450

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ)

تحقيق عثمان جمعة ضميرية

إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد

دار عطاءات العلم - دار ابن حزم

الصفحة

1/ 78

كاد يموت من العطش، وأنَّ الله سقاه من بئر ماء. وقد عُلِم بالتواتر واتفاق الأمم أن إسماعيل إنما رُبّي بمكة، وهو وأبوه إبراهيم بَنَيا البيت، فعُلِمَ قطعًا أنَّ "فاران" هي أرض مكة.
ومثل هذه البشارة من كلام شمعون (1) فيما قبلوه ورضوا ترجمته: "جاء الله من جبال فاران، وامتلأتِ السمواتُ والأرض من تسبيحه وتسبيحِ أمته" (2).
ولم يَخْرج أحدٌ من جبال فاران التي امتلأت السموات والأرض من تسبيحه وتسبيح أمته سوي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّ المسيح لم يكن بأرض فاران البتَّة، وموسي إنما كُلِّم من الطور، والطور ليس من أرض فاران، وإن كانت البرية التي بين مكة والطور تسمي برّيَّة فاران فلم يُنْزِلِ الله فيها التوراةَ، وبشارةُ التوراة قد تقدَّمت بجبل الطور، وبشارة الإنجيل بجبل ساعير.
فصل ونظير هذا: ما نقلوه ورضوا ترجمته في نبوة حَبْقوق: "جاء الله من التِّيْن (3) وظَهَرَ القُدُس علي جبال فاران، وامتلأتِ الأرض من تحميد أحمد، وملك بيمينه رقاب الأمم، وأَنارتِ الأرضُ لنوره، وحملت خيله

الصفحة

159/ 450

مرحبا بك !
مرحبا بك !