
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)]
حققه: عثمان جمعة ضميرية
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سعود بن عبد العزيز العريفي- عبد الله بن محمد القرني
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440- 2019م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 450
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (16)
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ)
تحقيق عثمان جمعة ضميرية
إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد
دار عطاءات العلم - دار ابن حزم
قال أبو محمد ابنُ قتيبةَ (1) : وهذه الأشياء -علي اختلافها- متقاربة، وإنما اختلفت لأنَّ مَنْ نَقَلَهَا عن المسيح - صلى الله عليه وسلم - في الإنجيل من الحوارِيِّيْنَ عِدَّةٌ. "والفارقليط" -بلغتهم-: لفظ من ألفاظ الحمد؛ إمَّا أحمد، أو محمد (2) ، أو محمود، أو حامد، أو نحو ذلك. وهو في الإنجيل الحبشي "بن نعطيس" (3) .
وفي موضع آخر: "إنْ كنتم تُحبُّوني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب أن يُعْطِيَكم فارقليطًا آخر، يثبت معكم إلي الأبد، ويتكلَّم بروح الحقِّ الذي لم يُطِقِ العالَمُ أن يقبلوه؛ لأنهم لم يعرفوه. ولستُ أدَعُكُم أيْتَامًا، إني سآتيكم عن قريب" (4) .
وفي موضع آخر: "ومَنْ يُحِبُّني يحفظُ كلمتي وأَبي يُحِبُّه، وإليه يأتي وعنده يتخذ المنزل، كلَّمْتكم بهذا لأني لست عندكم مقيمًا، والفارقليط روح الحق الذي يرسله أبي هو يعلِّمكم كلَّ شيء، وهو يذكركم كلما قلت لكم، استودعتكم سلامي، لا تقلقْ قلوبُكم ولا تَجْزَعْ، فإني منطلقٌ وعائد إليكم، لو كنتم تحبوني كنتم تفرحون بمعني الأب، فإنْ ثبتَ كلامي فيكم كان لكم كلُّ ما تريدون" (5) .
وفي موضع آخر: "إذا جاء الفارقليط الذي أبي أرسله، روح الحق الذي مِنْ أبي يشهد لي، قلت لكم حتي إذا كان تؤمنوا ولا