
[آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال (8)]
تحقيق وتعليق: محمد بن عبد الرحمن العريفي، ناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، فهد بن علي المساعد
تنسيق: محمد أجمل الإصلاحي
راجعه: محمد عزير شمس - سعود بن عبد العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وفي اللغة وقواعدها، إلى غير ذلك من أنواع العلوم والمعارف.
ولما كان علم التوحيد والاعتقاد هو أشرف العلوم وأرفعها، فقد حظي بمكانة مقدّمة في المنظومات العلمية، وكان لسلف الأمة الأبرار أهل السنة والجماعة منظومات مباركة، بيّنوا فيها حقيقة التوحيد، وقرروا فيها مسائله، وردوا فيها على أهل الزيغ والضلال. فكانت بحق أصولًا ثابتة في منهج الحق، وما ذاك إلا ثمرة الاستمساك بهدي الكتاب والسنة.
وفي الصفحات القادمة عرض لجملة من تلك المنظومات العقدية، إذ استيعاب أكثرها مما يطول به المقام، ومما يتطلب بحوثًا خاصة به.
فمن تلك المنظومات:
1 - عقيدة أبي الخطاب الكُلُوذاني: وهو محفوظ بن الحسن الكلوذاني البغدادي (ت 510 هـ).
وقد ذكرها ابن الجوزي في المنتظم (1) عند ترجمة أبي الخطاب.
مطلعها:
دع عنك تذكارَ الخليطِ المنجِدِ ... والسَّوقَ نحوَ الآنساتِ الخُرَّد
عدد أبياتها: 48 بيتًا.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي شهدتْ له بالربوبيةِ (1) جميعُ مخلوقاته. وأقرَّتْ له بالعبوديةِ جميعُ مصنوعاتِه. وأدّت له الشهادةَ جميعُ الكائنات أنّه الله الذي لا إله إلّا هو بما أودعها مِن لطيفِ صُنْعِه وبديع آياته. وسبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورضا نفسِه، وزِنةَ عرشِه (2)، ومِدادَ كلماتِه (3) (4). ولا إله إلَّا الله، الأحد