
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]
المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)
عدد الصفحات: 1603
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
طبعات الكتاب ومختصراته * طبعات الكتاب: طبع الكتاب أول مرة بمطبعة السعادة في القاهرة سنة 1323, عن نسختين خطيتين: بعث بالأولى من العراق الشيخ محمود شكري الآلوسي, وعليها علامة المقابلة بخطه, وهي نسخة المكتبة القادرية بالموصل المكتوبة سنة 1303 المنقولة عن نسخة مكتبة الأوقاف, والثانية من دار السعادة العلية (إصطنبول) ولم يذكر تاريخ نسخها ومن أي مكتباتها.
وفي هذه الطبعة تحريفٌ كثير وسقطٌ في مواضع عديدة.
ثم توالت طبعات الكتاب معتمدة على تلك الطبعة وما نُشِر عنها بعجرها وبجرها, دون معارضته على أصوله الخطية العتيقة, ومقابلة نقوله على مصادرها, وتقويم ما تحرَّف من نصوصه, وخدمته على النهج العلمي في نشر النصوص.
ومن تلك الطبعات: - طبعة مكتبة محمد علي صبيح.
- طبعة مكتبة الأزهر, تصحيح محمود ربيع.
- طبعة مكتبة الرياض الحديثة.
- طبعة دار الجيل, تحقيق عصام الحرستاني وحسان عبد المنان.
- طبعة المكتبة العصرية, تحقيق الداني بن منير آل زهوي.
- طبعة دار الحديث.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،