مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

6869 2

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (24)]

المحقق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد

راجعه: محمد أجمل الإصلاحي- سليمان بن عبد الله العمير

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الأجزاء: 3 (في ترقيم واحد متسلسل)

عدد الصفحات: 1603

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]


مشاركة

فهرس الموضوعات

الجوزية، رضي الله عنه وأرضاه وجعل الفردوس مثواه، آمين".
وحوالي ذلك كتب الناسخ: "وهذا الكتاب في ملك الفقير إلى ربه، عبده وابن عبده، ومن لا غناء له عنه طرفة عين: حمد بن علي بن سلوم الغنامي غفر الله له ولوالديه (كذا قرأتها) منهم المسلمين (كذا!) وإخوتنا ومشايخنا وكل من عمل بالتوحيد وجاهد من أشرك بالله. كتبته بيدي الفانية، وأرجو من الله

النجاة، إنه جواد كريم رؤوف رحيم وبالإجابة جدير، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليمًا كثيرًا، سنة 1161". كذا قرأت التاريخ، وفيه اشتباه.
وحوله كتب بعض أسامي مصنفات ابن القيم. ومنها: "مفتاح دار السعادة في جزئين"، وقد سلف القول في هذه التجزئة.
وفي يسار الصفحة نص وقفية لم يتضح اسم مُوقِفها.
والنسخة مقابلة، وعلى طررها بلاغات المقابلة، وتصحيحاتٌ واستدراكاتٌ للسقط، وإشاراتٌ لقراءات نسخة أخرى رمز لها بـ (خ).
وفي طرة الخاتمة: "بلغ مقابلة حسب الطاقة 6 ذي الحجة سنة 1296".
وفي آخرها: "يتلوه إن شاء الله في الجزء الثاني: فصل حاجة الناس على الشريعة ضرورية ... ".
وهي أصح من النسخة (ح)، وإن كانت تتفق معها كثيرًا كما تقدم، والتحريف والسقط فيهما غير قليل.

الصفحة

69/ 107

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي سَهَّل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا، وأوضحَ لهم طريقَ الهداية وجعل اتباعَ الرسول عليها دليلا، واتَّخذهم عبيدًا (1) له فأقرُّوا له بالعبودية ولم يتَّخذوا من دونه وكيلا، وكتَب في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم برُوحٍ منه، لمَّا رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولا.
والحمدُ لله الذي أقام في أزمنة الفَتَرات من يكونُ ببيان سُنن المرسلين كفيلا، واختصَّ هذه الأمةَ بأنه لا تزالُ فيها طائفةٌ على الحقِّ لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُه ولو اجتَمع الثقلان على حربهم قَبِيلا.
يَدْعُون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله أهلَ العمى، ويُحْيُون بكتابه الموتى؛ فهم أحسنُ الناس هديًا وأقومُهم قِيلا.
فكم مِنْ قتيلٍ لإبليس قد أحْيَوْه، ومِنْ ضالٍّ جاهلٍ لا يعلمُ طريقَ رُشْدِه قد هَدَوْه، ومِنْ مبتدعٍ في دين الله بشُهب الحقِّ قد رَمَوْه؛ جهادًا في الله، وابتغاءَ مرضاته، وبيانًا لحُجَجه على العالمين وبيِّناته، وطلبًا للزلفى لديه ونَيل رضوانه وجناته، فحارَبوا (2) في الله من خرج عن دينه القويم، وصراطه المستقيم، الذين عَقَدوا ألويةَ البدعة، وأطلقوا أعِنَّةَ الفتنة، وخالفوا الكتاب،

الصفحة

3/ 1603

مرحبًا بك !
مرحبا بك !